إن مآل الثورة السوريّة ” المعنى الإصطلاحي لا التفاضلي لكلمة الثورة “ الآن ، أصبح بين تيارات الإسلام السياسي التي تتنازع على السلطة في سوريا ، أبرز هذه القوى ثلاثة : ” نظام ” الأسد المُستَولي على السلطة الآن ، تنظيم الإخوان المسلمين ، تنظيمات القاعدة بكل تجلياته الفكرية . ” الترتيب و التسميات ، هنا لا يحمل بُعد تفاضلي “
تنظيمات الإسلام السياسي هذه ، هي قوى سلفية تستخدم الإسلام كدين وكمقدس لتحقيق أغراض سياسية ودحر المُخْتلَف ، و تستثمر في الثقافة المتوارثة في سوريا لجهة مفهوم ” دولة الرَّعيّة “ التي تعتمد ” حكمة الأب – الرّاعي ” في إدارة ” الرعايا ” . ومشروعها يعتمد مفهوم ” الدولة الرّعويّة “
إسرائيل ودول الغرب بالعموم ، وفي خضم صراع على المنطقة والعالم ، تدعم هذه التنظيمات الثلاثة للإسلام السياسيي في سوريا….. التنظميات التي بدورها تتنافس على السلطة – ليس لديها مشروع أخر غير السلطة – مُستغلّة حالة الاحتقان المجتمعي الذي فجّر ” الثورة ” في أذار 2011 .
مشروع المواطنة وعَلمَانية و ديموقراطية الدولة ، للبدء بثورة ثقافية في عمق جبل الجليد الذي رأسه فقط الأسد الإبن ، خيار غير مطروح بجدية حتى الآن ، رغم أنه خيار الحياة الطبيعية الأول في سوريا . إذا لم يتم العمل على هذا الخيار فالأرجح ، في حال عدم غلبة أحد هذه التنظيمات الثلاثة على الباقين ، الأرجح تقاسم السلطة بين هذه التنظيمات .