(اللجنة الدستورية ) تفاهم سياسي إقليمي – دولي ، بأدوات محلية ، تُشكّل بانبثاقها ،قطيعة مع مرجعية جينيف التي أكدت مفهوم الانتقال السياسي عبر السلاسل الأربعة لاحقاً ، بما فيها سلّة العملية الدستورية .
التفاهم السياسي المتضمن تشكيل اللجنة الدستورية ، جعل الأمر الدستوري خارج مرجعية جينيف والسلّة المذكورة .
ولا يكفي تصريح المبعوث الدولي السيد غاير بيدرسن بمناسبتها : ( ….ويجب أن يكون بداية المسار السياسيي للخروج من المأساة نحو حل يتماشى مع القرار 2254 الذي يلبي التطلعات المشروعة لجميع السوريين ..) لتشميل اللجنة الدستورية بمرجعية جينيف .
ولا بد من قرار واضح صريح غير معترض عليه من الأطراف المعنية حول مرجعية اللجنة وغطاءها السياسي ومن ثم تأطير مرجعية قانونية لها ….
فكيف بالحري أن “النظام ” لم يعترف ب “ هيئة التفاوض ” نهائياً طيلة السنوات السابقة، ولم يقم بأي جولة تفاوض معها نهائياً ، خلافاً لما قد يتبادر لذهن بعض السوريين ، خاصة عند تداول أخبار من سنوات حول “جولات تفاوض في جينيف “
لذلك حتى يمكن لهذه “اللجنة الدستورية “أن تمارس عملها وفق القانون وتُباشر أصولاً تحتاج تطبيق نص :
(المادة الخمسون بعد المئة)
من الدستور السوري الحالي المعمول به ، التي تقول:
1- لرئيس الجمھورية كما لثلث أعضاء مجلس الشعب حق اقتراح تعديل الدستور.
2- يتضمن اقتراح التعديل النصوص المراد تعديلھا والأسباب الموجبة لذلك.
3 – يشكل مجلس الشعب فور ورود اقتراح التعديل إليه لجنة خاصة لبحثه.
4 يناقش المجلس اقتراح التعديل فإذا أقره بأكثرية ثلاثة أرباع أعضائه عُدّ التعديل نھائياً
شريطة اقترانه بموافقة رئيس الجمھورية.)
وذلك باعتبار “النظام ” حتى تاريخه هو ” الممثل الشرعي “ ل ” الجمهورية العربية السورية “، بما فيها السفارات والأمم المتحدة وكافة المؤسسات الدولية ، بل حتى المساعدات الدولية للإمم المتحدة تقدم حصراً عبره من خلال مؤسسة (الهلال الأحمر العربي السوري ) و( جمعية البستان الخيرية ) وجمعية أخرى للسيدة أسماء زوجة الرئيس …
لذلك تحتاج اللجنة لتباشر عملها، أن يتم تطبيق نص هذه المادة ، بل وتحتاج عقد اجتماعاتها في دمشق ، إلا إذا تمّ تدبير إجراء ما بهذا الصدد .
ولا يحق للأمم المتحدة ولا أي من مؤسساتها ذات الصِّلة ، تجاوز ذلك وتقديم غطاء قانوني أخر لعمل اللجنة الدستورية ومباشرة عملها ، لأن الأمر يحتاج إما وجود وصاية دولية أو انتداب ( كمفهومين قانونيين ) وهو أمر غير متوافر حتى الآن .