العيش لعقود وقرون في مجتمع لا يَنْعُمُ بحد مقبول من الحريات والقانون ” في الأغلب الأعم ” كما في بلادنا سوريا ، أنتج طريقة تَصَرُّف ، تُنفِّرْكَ من الدِّيْن إذا تَدَيّنّ صاحبها ، ومن الإلحاد إذا ألحد، ومن العَلمَانية إذا تَعْلمن ، ومن الفردية إن تفرّد ، ومن الحُب إذا أحَبَّ ، ومن تَفَهّم الكراهية إذا كَرِه ، و من الوعي إذا وَعَىَ … الخ
فتبدو كل هذه الأمور وغيرها، مشدودة لجوهر عبثي واحد، من إنعدام الحرية المسؤولة والقانون الناظم ، رغم تناقض مظاهرها ..
فهي طريقة تَصَرُّف ، لا تحترم حَيّز شخصي ، ولا تؤمن بتنوع معرفي،ولا تحتكم لمعيار إنساني عام في التناول ، تَخْبُطُ خَبْطَ عشواء في كل أمر تنتقل اليه، فُتُذْهِبَ بمحاسنه ، وتجعل الحياة أشبه بدائرة من إجترار العبث .