استطلاعات الرأي في الصحف ليست عامل مهم من عوامل تنحية الأسد الإبن، من عدمه ،فبقاء الأسد الإبن حتى تاريخه، تم لاعتبارات موضوعية من ضمنها قدرته على التناغم مع المصالح والالتزامات الإقليمية والدولية والتزامه بشكل دقيق، و بما يفرضه ذلك واقعاً ، وكذلك حجم الكتلة النقدية لديه وتوظيفها بشكل جيد في العلاقات العامة والتسويق العالمي لمشروعه السلطوي ودفع تكاليف بقاءه من قبل غيره من الشعب والقوى وحيث التكلفة الصفرية له …الخ ..
وكذلك عدم وجود سردية لائقة بالحياة الطبيعية ولا فعل أو رؤية مشتركة بالحد الأدنى لدى الراغبين بتغييره وحيث تتنازعهم رؤى شتى ، رغم امتلاك جمهورهم وكذا جمهور الموالين للأسد الإبن قضية محقة مشتركة ، من حيث الحق بالتوزيع العادل للثروة و الحق بدولة يحكمها القانون تكون على مسافة واحدة من جميع مواطنيها وقضاء عادل …الخ
بيد أن ذلك ليس عامل انتصار كافٍ في الحياة …
من الحقائق المؤلمة أن الأسد الابن انتصر على سوريا وعلى السوريين جميعاً بما فيهم مواليه الذين انتصر بهم على أنفسهم وعلى غيرهم لمصلحته ، مواليه الذين تتوزع موالاتهم له لإعتبارات عدة، إعتبارات أساسها مستوى تصرف ورؤية الطرف الراغب بالتغيير ، التي تجعله مقارنة بهم، : ” أفضل ” …
من المرجح مبدئياً بقاء الأسد الإبن في السلطة الى 2021…حيث حينها لديه فرصة للترشح ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية ، مع شركاءه بقتل السوريين وتدمير سوريا ، شركاءه منالمُنظٌرين السياسيين – الدينيين ، لقوى التطرف ،الذين قتلوا السوريين ودمروا سوريا بالشراكة معه كممثل ل ” الوطن – الدولة ” وهم كممثلين ل ” الثورة – الشعب ” …
وحتى حينه المفترض من المحتمل موضوعياً تكريسه كمنتصر على الارهاب وكخيار مقبول لدى الجميع المؤثر .. مقبول لاعتبارات موضوعية متعلقة بالبديل ( الذي من شأن ظهوره فقط ذهاب الأسد الإبن ) خاصة أنه بمآل الأمر وبمعزل عن النوايا حقق تقاطع ببن مصلحته الشخصية وبين مصلحة الدول وقاسمها الانتصار على السوريين جميعاً، وفعل مع شركاء من ” المعارضة “ ما عجز عن فعله جيش الدفاع الاسرائيلي في تدمير سوريا وتصفيرها حضارياً، وقد يكون من المفيد والأفضل له ( المعنى التاريخي ) عدم ترشحه فيالانتخابات في 2021 ورمي الكرة بملعب السوريين جميعاً كبطل تاريخي وترك سوريا لمصيرها ولمن سيبدو، في حال صار بديل له ، سيبدو مهما كان صادقاً مخلصاً بعده .. سيبدو فاسد وسيء …..الخ والأسد الابن وزمانه ( بما له وعليه حسب الزعم القادم ) أفضل حينها !!!..
هذه الفرصة التاريخية لقضية مُحقة كقضية السوريين في الحق بالكرامة الانسانية ودولة القانون …الخ والتي تحولت الى كارثة ومأساة إنسانية …هي فرصة فريدة انتهت ولن تعود قبل عقود كثيرة، هذا إن بقيت سوريا التي نعرفها ، فسوريا الآن باقية لاعتبارات حواف الصراع وتوازنه مع المصالح ، وليس مُطلقاً بسبب ارادة السوريين بذلك ، يمكن نظرياً الآن استخلاص دروس التجربة السورية التي كلّفت أكثر من مليون قتيل ومليونين مُعاق وثلثي السكان مهجر ومئات ألاف اليتامى والأرامل …الخ …
بيد أن حتى هذه إمكانية تبقى نظرية… ليس حتى الآن ما يُشير لتحولها لإمكانية واقعية وقيام السوريين، كل السوريين ، بالإستفادة من التجربة ، كبشر أسوياء ، كل ما تقدم في الأغلب الأعم .
مع التنويه أن ما تقدم متعلق بالحديث عن الانتفاضة الشعبية السورية الراغبة بالتغيير والتي بدأت في عام 2011 وكواقع أمر ملموس قابل للقياس والتحقق ، أما بقية التعابير من قبيل أن إرادة الشعب لا تقهر والحق سينتصر ولو بعد حين ، حين غير محدد …الخ فهذا أمر لا علاقة له البتة بما تحدثت به .