الحرائق الي تشتعل الآن في مناطق الساحل السوري وجباله ، وعدم قيام الجانب الروسي بأية مساعدة في إطفاء الحرائق هناك ” فقط قاموا بالخروج من القاعدة يوم أمس من أجل إطفاء عدة نقاط لحريق اقترب من حدود القاعدة العسكرية في حميميم ” يكشف مع الوقت أن الادعاءات الروسية بالقدوم لسوريا من أجل دعم الدولة السوريّة والشعب السوري و ليس دعم نظام سياسي !. هو كلام ، كما قلنا لهم باجتماع رسمي حينها، هو كلام غير صحيح بالمطلق .
بل هم ، كما يتبين مع الوقت ، قدموا فقط لدعم شخص رأس النظام، على حساب السوريين جميعاً والعلويين ضمناً، بسبب الثروة الهائلة التي يملكها مع ابن خاله وبقية أعضاء المافيا المحيطة به ، والتي نُقل قسم كبير منها الى روسيا الاتحادية والدول الخاضعة لنفوذها ، وكذلك بسبب كونه صاحب التوقيع على الاتفاقات السابقة والقادمة ، و بما يرهن مستقبل سوريا والسوريين والعلويين ضمناً لعقود لاحقة ، بعد أن تمّ تدمير سوريا بشراً وحجراً وحرقها .
لذلك من المهم التأكيد مرة أخرى أن ما بعد 2011 غير ما قبله ، بما فيها الشرعية القانونية لرأس النظام ، حيث سقطت شرعيته القانونية الدستورية بفقدانه الشرعية المجتمعية المُؤسِسة للشرعية القانونية والدستورية ، وبالتالي سقوط أية شرعية عن أية تصرفات ناتجة عنه أو عن المؤسسات غير المنتخبة وفق الأصول من قبيل مجلس التواب وغيره ، و البطلان القانوني اللاحق لكل ما صدر و يصدر من مصادقة على اتفاقات مع الجانب الروسي أو غيره ، وأن أي وجود لقوى أو دول بتذرعها بطلب مزعوم من جهات تدعي تمثيل الدولة أو تدعي تمثيل الثورة ، هو وجود غير شرعي وغير قانوني وغير دستوري على الاراضي السوريّة ، ولا يستطيع سوري واحد مهما بلغ شأنه إسباغ صفة الشرعية القانونية عليه .
وأن الحملة الانتخابية التي يقوم بها الأسد الابن مؤخراً بمساعدة الاعلام الروسي وتعهده خلالها بالحرص على بقاء الاتفاقات المجحفة المُوقّعة وبقاء القواعد العسكرية بل تمديدها لأكثر من خمس و أربعين سنة المتفق عليها ، هي حملة لا يمكن أن يُكتب لها النجاح لا من قبله ولا قبلهم ، فليس من العقل والحكمة رهن علاقة الدول واختزالها بشخص ، بل العقل والحكمة يقتضيان قيام علاقات الدول على المصالح المشتركة بين المؤسسات المنتخبة وفق الأصول . خاصة بظل تبدّل المزاج الشعبي في سوريا عموماً والساحل السوري وجباله خصوصا ً، و اعتبارهم أن روسيا الاتحادية شريكة الأسد الابن كشخص وليست شريكة للشعب السوري والدولة السوريّة .