°
, April 16, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

مفهوم الدولة الأبوية

من مخاطر التعامل مع الدولة بمفاهيم الأسرة والقرابة والصداقة …, أن يُنظر لرئيس الدولة أنه ” أب ” , عندها نبدأ بالتبعات الكارثية لهذا المفهوم على صعيد الفقة الحقوقي : حيث يُلغى – من ذهن العامة ورئيس الدولة معاً – مفهوم الحق والواجب بمعناها القانوني , ويُستعاض عنه بمفاهيم المنحة والعطاء والسماح … والنظر للرئيس بأنه هو العاطي والواهب , وأنه لا يجوز إنكار فضل من أعطى أو وهب فتلك إساءة وخيانة لا تليق .. و إنكار غير جائز لفضل ” الأب ” علينا , ويبدأ تأنيب الضمير أو الشعور المُفرط بالحماس الزائف تبعاّ للوهم وليس تبعاً لإعمال القانون . و يُصبح المواطنين ” أولاد ” للرئيس يستطيع تمييز بعضهم عن بعض بقدر محبته لبعضهم دون الأخر في الموقع وتوزيع الثروة و الرضا ويُصبح الوطن هو رضا ” الأب ” الوالد … و يُصبح الصحيح دائماً ما يراه ” الأب – الرئيس ” مناسباً لأولاده- المواطنين , وليس القانون الواجب التطبيق … ولعل أخطر مظاهر ذلك أن يتحوّل رئيس الدولة , بذهن العامة وبذهن الرئيس نفسه, من كونه ” مُوظف ” لخدمة الناس يتم تبديله بشكل دوري وعند الحاجة ويُحاسب عند اقترافه خطأ فما بالك جريمة … يتحول الى كونه ” أب ” والأب مهما كان ومارس من أفعال جرمية مشينة لا يجوز تبديله فهو قدر , حتى لو تم تدمير ” الأسرة ” البلد كاملة ….

1 تموز 2016