روسيا باعتبارها تتحكم بمجمل مفاصل الادارة وصناعة القرار الرسمي والمرافق العامة السورية …. الخ وكونها دولة لها صيغة الانتداب الدولي لادارة سوريا واقعاً ودون اعلان دولي رسمي بذلك …. ووفق مبدأ الصلاحية تستوجب المسؤولية . سواء بما يخص الوضع الأمني أو المعيشي للسوريين كل السوريين ، و حيث أن الاقتصاد السوري لا يمارس ولَم يُمارس الشراكة مع الاقتصاد الغربي عموماً ، بل مع الاقتصاد الشرقي وعلى رأسه روسيا ، ومع ذلك فالشعب السوري يجوع بالمعنى الحرفي للكلمة ! بعد أن ُقتل بالسلاح الروسي كما قُتل بالسلاح الايراني والتركي والفصائل الارهابية المتطرفة ، و مع ادراكنا للتنسيق الروسي مع نظام اردوغان بخصوص تفريغ الكاريدورات الجوية للطيران الحربي الروسي في الأجواء التركية ، ليقصف المدنيين السوريين في جبل الزاوية ، بينما لا تُفرّغ هذه للكاريدورات ولا تستخدم تلك الطائرات الحربية لقصف تنظيم النصرة الارهابي ، والذي يضم عناصر روسية وتركية وغربية فيه ، التنظيم الذي يقوده الارهابي الجولاني في نفس المنطقة من الشمال السوري ، بل تم بالتعاون بين النظام وتركيا واردوغان تسليم معبر باب الهوى للحكومة المؤقتة التي تتبع للجولاني ، و كتمويل غير مباشر للارهاب !. فلا يُعقل أن يبقى الارهابي الجولاني حيّاً طليقاً يتجول بمنطقة من عدة كيلومترات في منطقة محاطة من كل الجهات بقوات مُفترضة أنها ضد الارهاب ، و إن هذا القصف كما قصف درعا اليوم ، وكذلك الاستيلاء على مجمل المرافق العامة السورية بدون أي مقابل حتى لو كان المقابل اعطاء القمح لاطعام السوريين ع الأقل الموالين المُفترضين .!
وفي الوقت عينه دعم الأسد الابن كشخص وليس كرئيس دولة بكل الطرق بما فيها الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية جراء خدماته كشخص غير مسؤول يبيع سوريا وأعلن ” حرب الكرسي ” فيها وعليها …الخ
كلها رسائل سيئة جداً ومستفزة جداً من روسيا عبر القيادة الروسية الحالية للشعب السوري كل الشعب السوري ، وتجعل القول المنسوب للسيد بوتين : “ بقاء الأسد الابن مرتبط ببقائي بالحكم ” يجعله قول قابل للتصديق كونه يُنفذ حرفياً ، وهذا أمر مستغرب في عالم السياسة وبناء المصالح بين الدول !
نعم أتفهم أن حجم المال السوري المسروق لعقود ، قسم كبير منه تم توطينه في روسيا الاتحادية وتم حرمان سوريا والسوريين – موالين ومعارضين- منه ، وأتفهم أنه تم اعطاء مسؤولين روس قسم كبير منه ، وتجريب 231 نوع من السلاح الروسي في سوريا كما صرّح مسؤول روسي منذ عدة أيام وكذلك بيع صواريخ وأسلحة غالية الثمن لسوريا وبنفس الوقت منع استخدامها لصد العدوان عليها ….الخ
بيد أن ذلك لا يبرر – ولا يمكن تفهم – أن يتم رهن مستقبل علاقات الدولتين بشخص .!
شخص يمكن أن يموت جرّاء وقعة بالحمّام بغفلة من الحرس الجمهوري والمخابرات وروسيا …. رغم العناية الفائقة الأمنية والطبية والاعلامية والاخراجية والتسويقية له ..
بزعمي من المهم لروسيا والسوريين البحث عن تبادل مصالح خارج الأسد الابن كشخص واجهة للاحتلال ، من أجل علاقات مرتبطة بدول لا بأشخاص ، أشخاص بالأصل هم متهمون بجرائم حرب وأصبحوا عبئاً على الجميع في سوريا، أما الاصرار و ” التناحة ” بهذا الشكل بفرضه على السوريين ، فلن يكون لا لصالح روسيا ولا قبلاً سوريا ولا السيد بوتين شخصياً ، فحجم الغرق الروسي في سوريا كبير وسيكبر ، بل حتى في تفاصيل الافساد لافراد وقيادات القوات الروسية في سوريا عبر الرشوة وغيره ..… كلها عوامل ليست لصالح روسيا ولا سوريا ولا السيد بوتين .
ومن المأمول من روسيا اتخاذ موقف واضح ، غير حمّال أوجه ، موقف يُفيد أنها مع سوريا الدولة والمؤسسات والشعب وليس مع شخص الأسد الابن على حساب كل ما تقدم !.