°
, December 6, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

هذا النمط من الدّين – التَّديُّن …

 هذا النمط منالدّين – التدينلدينا في سوريا و سائر المشرق ، هو خليط غير مُتجانس من القيم والأفكار وهي في أغلبها مُناقض للأخلاق  الإنسانية . الشخصيات والوقائع الدينية خاصة ، التي نتناقلها بطمأنينة كبيرة لصحتها ومصداقيتها ، بل نُريد تأصيل كل تصرفاتنا الحاضرة وحلولنا المستقبلية بناء ما جرى منها كشخصيات دينيةمقدسةفي تلك الوقائعالمقدسة ” !من المُهم أن نُدرك إنها شخصيات و وقائع تمّت إعادة صياغتها ( في حال وجودها أصلاً )  عشرات بل مئات آلاف إن لم يكن ملايين المرّات في الذهن الجمعي والثقافة المُتناقلة حتى وصلت إلينا ، هذه الثقافة النامية بالأصل في مناخ  ، لم تتم فيه حرية المعرفة والإعتقاد والبحث المعرفي منذ حوالي ألف وخمسمائة سنة ، مـُضاف إليه عيوب منافذ الإدراك الطبيعية وتباينها بين البشر حاملي هذاالإرثلجهة السمع والبصر …. الخ  وبالتالي تباين مستوى الوعي والإدراك والفهم والتعبير . والتأويل الممكن في كل مستوى من المفاهيم الأربعة التي ذكرت ، وكذلك إمكانية التأويل الكامنة في كل مادة أو شيء أو شخص واقعة ( كون ذلك جزء من طبيعة الحياة عينها ) …
فما بالك وأن هذه الشخصيات والوقائع ، نَمَتْ ووقعت – على فرض صحة ذلك أصلاً –  في منطقة متعددة ومتشعبة أنواع الصراع الحضاري من قتال و دحض الأفكار ، تبدأ بين شخصين  وتصل الى مستوى الحروب الكبرى بين قوى كبرى قديمة وراهنة …!
ما تقدّم جعل من هذا النمط  الدينالتدينأمر مُعيق للحياة والوجود ،ومُعطّل للعقلالذي هو الرسول الأول من أصل الكينونة الله،  في الحياة ولهافأصبح خطر علينا، وأصبحنا به وعبره خطر على الإنسانية
لذلك لا بد لنا من وقفة مسؤولة أمام ذاتنا لنقول بكل بساطة هلتديننادينناسٓمِحْ  فعلاً ويدعو للأخلاق والتسامح والعدالة وتكريم المرأة والقيم والمناقب الحميدة …. الخ

أم أنه مجموعة من الأحقاد والتأويلات الشخصية لأصحابها وسوء الظن والريبة و التّربص  ومظاهر القتال المتبادل بالنص المنسوبة له القداسة ، والنوازع الشّريرة المُغلّفة بسلوفانالقداسة  …؟

أزعم أن هناك إختبار علينا أن نُجريه لمعرفة واقع ما نحن من دينتدين وتصرفات هذه الشخصيات والوقائع  المقدسة كما وصلت إلينا ،،وكما نعيشها بعد إعادة صياغتها كما سلف ..

الاختبار: 

أن ننزع القُدسية عن القائل أو النص المُقدّس الخاص بِنَا وبجماعتنا ، ونفترض موضوعياً أن شخص أخر غيرنا يقوله، ونضعه كقول له بمواجهتنا كمُخْتَلفين غير مؤمنين به . بل بقائل أخر ، أو نص لأخر،  و مُقدّس لأخر !

فهل نبقى على رأينا بأننا أمام نص غير جرمي وغير مُنحاز و نصّ للرحمة ….!  أم  أمر أخر يُشكِّل خطر على المعرفة  والقيم والأخلاق الإنسانية  ؟

آن الآوان للبحث عن نمو أخر لمكارم الأخلاق والقيم الروحية .. خارج هذا الدينالتدين، معين الطغاة والمجرمين وإنحطاط القيم والمناقب وإعاقة نمو العقل وتطور الوجود

علّ ذلك  يضعنا على درب التّمدن الأخلاقي والحضاري الطويل الذي لم نضع خطوتنا الأولى عليه بعد !.