°
, December 9, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

توضيح شخصي

توضيح :
حيث سوريا وصلت الى هذا المستوى من الضعف ، بسبب إدارة مافيا حكم غير مسؤولة منعت الحياة السياسية وسرقت الثروة والوجود السوري لعقود ، و امتنعت عن تلبية مطالب السوريين بالانتقال السلمي من بداية الحراك في 2011 حتى الآن مُستحضرة العنف من أجل بقاءها كمافيا حكم في السلطة ، مُحوّلة سوريا بحكم موقعها الى ساحة صراع للمصالح الإقليمية والدولية ، على أمل إعادة تكليفها من قبل القوى الدولية بإدارة سوريا مُجدداً باعتبارها الخيار الأقل سوءاً .
في ظل ذلك أُسس ” حزب الله السوري ” كذراع إيراني للنفوذ داخل الوطن السوري ، وفي الجبل والساحل السوري خاصة ، عبر إستغلال السلطة الإيرانية الحالية حالة الفقر والافقار الشديد هنا ، إفقار كرّسه الأسد الأب والأسد الإبن كضمانة لوكالته الحصرية في حكم سوريا ، وإستغلال رمزية واحترام الأئمة ,الإمام علي وأبنائه, في الوجدان الإنساني السوري والعلوي ضمناً ، مُغلّفة مصالحها بعباءة التّشيع ومظلومية الامام الحسين ، ومُستغلّة أيضاً رمزية شخصيات وطنية ودينية داخل الطائفة العلوية ومن بينها رمزية جدي ، الشيخ صالح العلي ، حيث يقوم مسؤولي هذا الحزب ، الذراع الإيراني في خاصرة الأمة السورية ، يقومون بوضع صور وأقوال لجدي ، على و في ، الممتلكات والفعاليات العائدة لهم ، وبما يُناقض جوهريا ً الرؤية التي تبناها جدي ورفقائه الكُثر من الشخصيات السورية وضمناً العلوية ، تلك الرؤية التي تمتد لإرث طويل في سوريا والمشرق ، تتمثل بكوننا أهل الامام علي والأئمة بعده و نحن الأولى به ، نُتَّبع ولا نَتْبع ، ونحن المدافعين عن هذه البلاد وشركاء فيها لقرون ، مُستذكرين الأمير الشيخ بدر الخفير والشيخ حامد الكيمي الذين قاتلا الفرنجة سنوات طوال دفاعاً عن شواطئ بلاد الشام وسوريا ، و إمارة بني عمَّار في طرابلس أخر القلاع الشامية التي سقطت بيد الفرنجة ، و الإمارة الحمدانية التي زادت عن شمال سوريا وبلاد الشام ضد الروم … الخ . لذلك فإن فعل و وجود “حزب الله السوري ” هو اعتداء شخصي ومجتمعي ووطني يستوجب المسؤولية الأخلاقية والقانونية ، ويمسُّ الهوية الخاصة بكل ما ذُكر وعلى كل مستوى ، منوهاً أن الدور الذي يقوم به ” حزب الله السوري ” ومؤسساته الاجتماعية الرديفة هو دور غير وطني وخطير ، وتقييم هذا الدور هو من خارج السجال السياسي الموالي أو المعارض بالمعنى البسيط للمفهوم ، إنه ينطلق من وعي لهوية الوطن السوري والنسيج الاجتماعي والحضاري السوري والعلوي ضمناً ، الذي يُشكّل هذا الحزب خطراً عليه كما هو خطر الفصائل الإرهابية الأخرى كداعش والنصرة ، وإن اختلفت اللبوس .
إن خيار السوريين وضمناً العلويين – كما أراه – من أجل البدء بحياة لائقة بِنَا كبشر ومن ثم كسوريين و كعلويين ضمناً ، هو خيار أول ، خارج خيار استمرار حكم الاستبداد والعائلة والديكتاتورية الممتطي حق السوريين بالوطن ، أو خيار التنظيمات الإرهابية الممتطية حق السوريين بالحرية والكرامة . فكلاهما هو المبرر الموضوعي لوجود الأخر ، والحياة السياسية الطبيعية ودولة القانون هي النقيض الجوهري المطلوب للقضاء على الديكتاتورية والارهاب ، مع الإبقاء على خياراتنا المصلحية السورية العليا، والعلوية ضمناً فيها ، في التعامل مع إيران وغيرها من القوى الإقليمية والدولية ، وهو أمر مُختلف عن أن نكون أداة بيد أحد ضد جسدنا ، فنحن السوريين والعلويين ضمناً شركاء بالأرض والتاريخ والمستقبل ، وكل ذلك يجعل استمرارنا معاً أمراً ضروريا ومُلحّاً ، فلا يُرتجى آمل بالخلاص من يد تَمتد من خارج الحدود لابسة قفّاز علي أو عمر .
عيسى إبراهيم . محام . حفيد الشيخ صالح العلي .

11 أيلول 2016