في مجتمعنا ، الذي لديه نسبة قراءة لا يُعوّل عليها ببناء معرفة متوازنة ، في الغالب والمُظهَّر منه ، خاصة مع أُحاديّة السرديّة العامة ، وفرديّة السرديّات الخاصة بكل فرد أو فئة ، لكل حدث ، مُعاصر أو تاريخي أو مناطقي أو اثني أو ديني …الخ مما هو مُظهَّر بالكتب أو بوسائل الإعلام أو بغيرها ..
ليس إبتداءاً ب ” قال إعرابي …” ولا انتهاءً ب ” نقلاً عن شاهد عيان …” والنّسخ واللّصق في فضاء النت .. وبقية ” الحكايا ” … خاصة تلك المُتَثاقفة التي تدّعي إعمال العقل بدل النقل …الخ إلّا ما هو نقلاً عن سَلَف مُطْلِقها المُقدّس ، فهي ” العقل ” عينه لديه ، والدليل الذي يدحض كل سلف أخر وكل دليل لديه !!
في ظل ما تقدّم تأتي الدراما السوريّة كمصدر المعلومة السَّهل لهذا الجمهور المشلوح في تلك الجغرافيا متروكاً … تأتي لتكون ذات دور خطير للغاية في بناء المعرفة المجتمعية حول الأحداث أو القيم أو العادات والتقاليد المجتمعية أو نظرتنا للأخر المختلف …الخ خاصة عند الاغراق بالإسفاف بذريعة الواقعية ، أو المبالغة بالوقائع ، أو غيبيتها بذريعة بَثّ الحماس ، حتى الكوميديا لدينا ، يصبح ما تنتجه من ” ضحك ” بمنزلة بكاء مُر ….
فتقوم الدراما ” بما في ذلك المتعلق منها بالبيئة الشاميّة أو المدن الأخرى عامة أو البيئة الريفية ….الخ ” … تقوم عبر ذلك رويداً رويداً بتشكيل معرفة ووجدان جمعي غالب ، مُشوّه ، مُتناقض ، غيبي ، وأداة تناحر مجتمعي تُحيلنا إلى كارهين لأنفسنا وللأخر ومسترذيلين كل ما لدينا ، منُتظرين المُخلّص من خارج الحدود ، كُمتحضّر منقذ !
طبعاً دون الحديث عن بقية أمور بهذه الدراما من قبيل لغة الحديث واللباس المستخدم أو الديكور ، أو طريقة التّصرف والاسفاف في كل ما تقدّم …..
بعض الدراما السوريّة تصل لمرتبة الفعل الجرمي ، في الاساءة لوجداننا الجمعي ووعينا الجمعي العام .