المساحة التي تعمل بها داعش والنصرة ومن لفّ لفّهما ، تقع في دائرة نصف قطرها مائتين وخمسين كلم تقريباً في جوف سوريا ، هذا الجوف المحاط من كل جوانبه : ففي الشرق الجيش السوري الرسمي وقواعد عسكرية أمريكية وروسية وإيرانية جنباً الى جنب في محيط الحسكة وجوارها ، وفي الجنوب قواعد للجيش الرسمي نفسه وقاعدة للبريطانيين وفِي الغرب قواعد للجيش والايرانيين والروس وفِي الشمال قواعد تركية وفرنسية وأمريكية .
ضمن هذه الدائرة ، عناصر هذه التنظميات الإرهابية تأكل وتشرب وتحتاج مواد غذائية بل تٌدير حقول نفط وغاز وتُصدّر منها ! وتستخدم سيارات دفع رباعي حديثة أغلبها تويوتا يابانية !. تحتاج وقود مكرر من مصافي نفطية !
وسوريا محاطة من كل الجهات بدول تٌحارب الإرهاب . !
وأخر رقم قرأته عن عدد الضربات الجوية للتحالف الغربي على داعش ومنذ أكثر من سنة حوالي سبعين ألف طلعة جوية ! وللقوات الروسية قرأت رقماً منذ فترة بعيدة عن حوالي أربعين ألف طلعة جوية ضد الإرهاب ….
طبعاً مع ملاحظة أن قصف الطيران الإسرائيلي للمدن والبلدات السورية وبالتنسيق مع الروسي عبر الخط الساخن في مطار حميميم مُغفل بشكل كبير من الإعلام .
وليس لدينا بشكل ملموس واضح أي صور حقيقية لعناصر داعش مثلاً كضحايا أو صور عن معارك حقيقية بل مثلاً مدن تسلم لها بظروف غامضة كمدينة الرقة أول منطقة سوريّة تسلم لداعش ، وكذلك حوادث مشكوك بما حصل بها وكيفية تسليمها لقتلة ، لا أحد يعرف من هم ، كما في مطار الطبقة الذي ترك عناصره للموت في الوقت الذي كانت تقصف به بلدات جبل الزاوية وأهلنا هناك بالبراميل بذريعة وجود إرهابيين ، ولَم يطلق برميل متفجر واحد على مهاجمي وقتلة جنودنا هناك أو في الفرقة 17 أو اللواء 93
وكذلك مهاجمة قرى صلنفة بعد سحب قوات الجيش والدفاع الوطني التي يُفترض أنها تحميها !
بل هنالك حادثة غريبة هي نجاة حوالي ثمانمائة عنصر من الجيش الرسمي في معركة المطار أو الفرقة 17 لم أعد أذكر ، وتصويرهم لأنفسهم وبث ذلك على مواقع التواصل. ومن ثم اختفوا دون معرفة مصيرهم ..!
وتفاصيل أخرى …
كل ذلك أو بعضه معروف يجب النظر اليه وقراءته ليس عبر ” بلاهة الإعتياد” أو هستيريا ” الشهادة ” أو الكيد والشماتة ، وغيرها مما يُعيق معرفة الواقع بسبب الهاجس السابق لقراءته .
النظر إليه و قراءته من قبلنا كأطفال نبهاء ” المعنى المعرفي ” يريدون معرفة ما يجري حولهم وبهم ، لأن هذه البلاد هي بلادنا والذين يموتون هم نحن وليس من ندافع عنهم على طرفي المعادلة المفروضة فرضاً في سوريا ( الديكتاتورية – الدولة – النظام ) و( الإرهاب – الثورة – الشعب )
بل يجب تبني حقيقة واقعة أخرى وخيار أول أخر هو أن الديكتاتورية الفردية لا تُمثِّل الدولة والنظام السياسي السوري القانوني، ولا الإرهاب هو الثورة والشعب ، وأننا كسوريين ، كل السوريين ، ضحية لطرفي المعادلة المفترضة تلك المذكورة أنفاً ” دولة بمواجهة إرهاب” !
بل نحن ضحية لتعاون وثيق بينهما وأبرز مظاهر هذا التعاون الوثيق هو : (مراسيم العفو)! إبتداءً من مرسوم العفو 61 تاريخ 31 آيار 2011 الذي أطلق سراح حوالي ألفي وخمسمائة متهم بقضايا إرهاب أصبح عدد كبير منهم قادة لفصائل متطرفة خلال أيام ، فصائل متطرفة إمتطت حلم السوريين وأملهم بالتغيير ! من ذاك المرسوم حتى أخر عملية ” مصالحة وطنية ” تجري مع عناصر مسلحة وتستثني منذ سبع سنوات معتقلي الرأي والثورة السلمية الذين يتم قتلهم بسجون ” النظام ” أو سجون ” داعش والنصرة ومن لفّ لفهما “!
كل لعبة المصالح الدولية تلك ، التي تتناغم مع الديكتاتورية والإرهاب ، لتكريس أحدهما أو كلاهما ، في سوريا … كل تلك اللعبة الدولية و ” جرّتها ” لا يمكن المُضي فيها وتكريسها في سوريا إلا عبر ” البحصة الداخلية ” التي هي أنت أيها السوري … أنت أيها السوري …. أنت أيها السوري ….!
وهذه” البحصة ” هي المممكن لديك والحاسم في كل تلك اللعبة !
صفحتي الشخصية على الفيسبوك 15 تشرين أول 2017