°
, December 6, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

المسؤولية في التفاصيل ، وليس الشيطان ، إلا بإعتباره حامل للمسؤولية.

حتى الآن لا يوجد ، مشترك مُتفق عليه، بين نسبة غالبة من السوريين ،  مُشترك يمكن أن يُوضع كمبدأ قانوني غير حمّال أوجه ، بعيداً عن تعابير بلاغية عامة من قبيل :  التسامح والمحبة  وسوريا للجميع ، وأننا شعب حضاري وعريق والوطن والأمةالخ

  مبدأ قانوني ضامن للجميع ومؤسس لهوية مشتركة ودولة للجميع  .

وعلى مستوى القيم والمناقب والعادات والتقاليد والفهم الروحي والديني لدينا  إختلافات كبيرة وجذرية ، ومع ذلك عند الإشارة لأي من هذه الفروقات وضرورة إحترامها  كسمات ثقافية فئوية دون التعبير عنها سياسياً ، وضرورة حصر التعبير السياسي بالفرد المواطن ، وبناء مُشترك قانوني ، يضمن فضاء إنساني وطني ، يسمح بتناغم هذا التنوع الثقافي الاثني الديني المناطقي القيمي الروحيبإحترام و وفق مفهوم الحق والواجب القانوني .

ينتفض السوريين بقسم كبير منهم ، مُتحدثين عن الهويّة الوطنية السوريّة  والتسامح والمحبة ، متهمين المتحدث بالخيانة وعدم الوطنية والتمييز و الفئوية ..الخ رغم أن ثقافتنا الجمعية السوريّة ، قائمة بأغلبها على التمييز بكل مستوى وعلى العنصرية والكراهية والعداوة وبمستويات غير طبيعية مما تقدم ، بل إذا نزعت من هذه الثقافة ما تقدم ، لن يبقى شيء  يمكن الحديث فيه ثقافياً في سوريا !.
سوريا حتى الآن ليست موحّدة ، بزعمي ، بسبب وعي و إرادة السوريين  ، بل قد يكون قسم كبير و غالب من السوريين لديهم ميول خلاف  ذلك ، بالمآل والسياق

بل  بقيت موحدة قبلاً بالنظام الأمني والايدلوجي القوي ، والآن ، ومنذ عشر سنوات ، بسبب طبيعة الصراع فيها وعليها وتوازنه ، وعندما يختل أي من ذلك ، فسوريا لها شكل أخر .

لذلك بزعمي علينا الحديث بالتفاصيل المختلفة بيننا لبناء مشترك قانوني ، يضبط عملية الإختلاف والفرادة ، ويجعلها عامل غنى مجتمعي . جوهره المصالح والتنمية والخدمات العامة المشتركة .