حتى الآن لا يوجد ، مشترك مُتفق عليه، بين نسبة غالبة من السوريين ، مُشترك يمكن أن يُوضع كمبدأ قانوني غير حمّال أوجه ، بعيداً عن تعابير بلاغية عامة من قبيل : التسامح والمحبة وسوريا للجميع ، وأننا شعب حضاري وعريق والوطن والأمة …الخ
مبدأ قانوني ضامن للجميع ومؤسس لهوية مشتركة ودولة للجميع .
وعلى مستوى القيم والمناقب والعادات والتقاليد والفهم الروحي والديني لدينا إختلافات كبيرة وجذرية ، ومع ذلك عند الإشارة لأي من هذه الفروقات وضرورة إحترامها كسمات ثقافية فئوية دون التعبير عنها سياسياً ، وضرورة حصر التعبير السياسي بالفرد المواطن ، وبناء مُشترك قانوني ، يضمن فضاء إنساني وطني ، يسمح بتناغم هذا التنوع الثقافي الاثني الديني المناطقي القيمي الروحي … بإحترام و وفق مفهوم الحق والواجب القانوني .
ينتفض السوريين بقسم كبير منهم ، مُتحدثين عن الهويّة الوطنية السوريّة والتسامح والمحبة ، متهمين المتحدث بالخيانة وعدم الوطنية والتمييز و الفئوية ..الخ رغم أن ثقافتنا الجمعية السوريّة ، قائمة بأغلبها على التمييز بكل مستوى وعلى العنصرية والكراهية والعداوة وبمستويات غير طبيعية مما تقدم ، بل إذا نزعت من هذه الثقافة ما تقدم ، لن يبقى شيء يمكن الحديث فيه ثقافياً في سوريا !.
سوريا حتى الآن ليست موحّدة ، بزعمي ، بسبب وعي و إرادة السوريين ، بل قد يكون قسم كبير و غالب من السوريين لديهم ميول خلاف ذلك ، بالمآل والسياق …
بل بقيت موحدة قبلاً بالنظام الأمني والايدلوجي القوي ، والآن ، ومنذ عشر سنوات ، بسبب طبيعة الصراع فيها وعليها وتوازنه ، وعندما يختل أي من ذلك ، فسوريا لها شكل أخر .
لذلك بزعمي علينا الحديث بالتفاصيل المختلفة بيننا لبناء مشترك قانوني ، يضبط عملية الإختلاف والفرادة ، ويجعلها عامل غنى مجتمعي . جوهره المصالح والتنمية والخدمات العامة المشتركة .