°
, December 6, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

سيناريوهات مزعومة مني بخصوص ما هو قادم .

حتى الآن لم يتم الكشف عن نتائج الاتصالات واللقاءات التي جرت برعاية ايرانية تركية  أساسية ، وبمعاونة دول أخرى ، بين الإسلام السياسي ممثلاً بحركة الإخوان المسلمين وبين نظام الأسد الابن ، حيث الأول كممثل مُفترض للثورة ، والثاني كممثل مُفترض للدولة . بما فيها لقاءات جرت بين الطرفين في دمشق .

أقصى ما يمكن أن يقدمه نظام الأسد الابن للسوريين ، موالاة ومعارضة ،  كتنازل أو كعمليةإصلاحيةهو شراكة  ” حكومة وحدة وطنية مع الاخوان المسلمين كما جرى في الثمانينات بعد حوادث الاخوان المسلمين التي انتهت بتلك الصفقة ، و التي كانت على نطاق أضيق .

وبما يقتضي  تعديل الدستور الحالي تعديلين أساسيين لجهة صلاحيات محددة دستورياً لمنصب رئيس الوزراء ، وهو حالياً  ليس له أي صلاحيات مُعتبرة ، وكذلك حذف شرط الاقامة مدة عشر سنوات غير متقطعة في سوريا  لأي مرشح  للرئاسة  القادمة .

لنكون  أمام تتويج لتلك الثنائية التي اشتغل الاعلام بكل أطرافه عليها ، بالمآل و السياق وهي : نظام الاسد الذي يُمثّلالدولة  والاسلام السياسي ،  مختصرا ً بالإخوان المسلمين الذي يمثلالثورة ” . وهي ثنائية بطبيعة الحال غير صحيحة اختزلت الوضع السوري بغير حقيقته ، وعزّزها  أغلب السوريون ، بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر،  إما عبر قولهم أن هناك نظام علوي وثورة سنية ، أو بتذاكي أكبر القول أن هناك ثورة شعبية ضد نظام علوي  أو  بالقول أن هناك نظام عَلمَاني وثورة متطرفة  ، أو هناك ثورة سنية ضد النظام والدولةالخ والمحصّلة واحدة ..

رغم أن الطرفين : الاسلام السياسي ونظام الأسد الابن استثمرا فعلاً بكل العصبيات بما فيها العصبية الطائفية ومن كل نوع ومن كل مستوى  لتحقيق أغراض سياسية ، بيد أنهما بكل تأكيد لا يمثلان الدين ولا الدولة ويستخدمانهما ..

مرحلة ستتوج  بترشّح شخصية إخوانية معروفة ، أو واجهة لهممدنيةمعروفة ، بمقابل الأسد الابن الذي أعلن عن نيته التّرشّح بل وباشر من الآن حملته الانتخابية منذ فترة بمساعدة الاعلام الروسي الذي  يخضع بدوره  للوبيات متعددة ، حيث قدّم الأسد الابن للروس كل المغريات لدعمه بما في ذلك تمديد الاتفاقات الموقعة لخمسين سنة وتوسيع حجمها .

كما أن الاخوان المسلمين قدموا كل المغريات لالأمتركيا ، التي لا بد للتضحية بالابنةسوريالتعيش الأم على حد تعبير سابق لأحد قادة الاخوان المسلمين السوريين ، ويبدو أن الأمر الآن هو رهن توافق روسي تركي بهذا الشأن .

وبذا يكون حُمّل مفهوم مرجعية حنيف الذي هو بالأصل حمّال اوجه ، حُمّل على الوجه الذي طرحه الأسد الابن بداية وهو مفهوم ” حكومة وحدة  وطنيةلأنه يأمل بالفوز بالرئاسة كونه يثق بأن السوريين سيختارونه كخيار أقل سوءاً من الطرف الأخر  الاخوان المسلمين ، التّطرف والارهاب  ” بالذهن العام السوري ..

وكذلك الاخوان يأملون بالفوز بمواجهة  النظام النصيري السّفّاح المجرم  وأنهم يعتقدون أن الشعب السوري سيختارهم كخيار أقل سوءاً منه  .

وكلاهما يستثمر بالكراهية وبكونه في أسوأ الأحوال هو الخيار الأقل سوءاً أمامالشعب السوريالذي يُعوّل كل منهما عليه وله تصور مختلف عنه و إيمان مختلف به  .

والأرجح الغلبة ستكون للأسد الابن ، ورئاسة الحكومة مع صلاحيات دستورية جديدة لرئاسة الحكومة ستكون من نصيب الاسلام السياسي ممثلاً بالاخوان المسلمين .

لنكون بالتالي أمام أمراء الحرب  الذين قتلوا السوريين سابقاً ،  أمراء السلام  الذين يُنقذوا السوريين لاحقاً ، وحيث سادتهم في الجاهلية ،سادتهم في الاسلام ، وهم الأبطال في كلا الحالين .

ولكل منهما أمام أنصاره حجته لتبرير هذه  النقلة من ثقافته التي يمتطي بها أنصاره ، حيث النظام يعتمد بتسويق نقلته تلك على مفهوم المصالحة والضرورة الوطنية والمسامحة و أبناءنا المغرر بهم  ..الخ وقد باشر فعلاً بتعيين إرهابيين في مجلس النواب وقادة في الدفاع الوطنيالخ .

والاخوان المسلمين ، سيسوقون النقلة  لانصارهم على مفهوم  حقناً لدماء المسلمين ودفع الضرر الأشد بالضرر الأخف وإن جنحوا للسلم  فاجنح لها  والتّمكين … الخ .

هذا السيناريو الأكثر واقعية  ، ولن يحول دونه الا أن تكون الصفقة غير مناسبة لأحدى الجهات الداخلية أو الاقليمية أو الدولية فتلجأ هذه الجهة عبر شخص لالحاق الطرف الأكثر تكثيفاً ووضوحاً وهو الأسد الابن ، الحاقه بالرفيق الأعلى . أو أن يرضى الأسد الابن بصفقة يخرج بها ، وقبوله بذلك هو احتمال ضعيف .

أو أن يتفق السوريون على الخيار المتجاوز لخياري الارهاب أو الديكتاتورية ، عبر مرشح أخر يستغل تلك التعديلات الدستورية  والترشح للرئاسة ويقلب الطاولة على الطرفين ، الأسد الابن والاخوان المسلمين معاً . من أجل سوريا للسوريين كل السوريين بمعزل عن مجرمي الحرب .