°
, December 6, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

الإرهاب والديكتاتورية

تزامن إطلاق الإسد الإبن لسراح حوالي ألفين وخمسمائة إرهابي من سجونه في آيار 2011 بموجب مرسوم عفو رئاسي , وعلى رأسهم السيد زهران علّوش وكثير من قادة الفصائل الإرهابية الحالية في سوريا ، تزامن مع إطلاق الدول الغربية وخاصة فرانسا ، لسراح مئات من ” الإسلاميين ” المتطرفين الذين توجهوا من فورهم الى سوريا، وقد قدم أيضاً كثير من الإرهابيين من الدول الناطقة بالعربية وغيرها ، عبر تركيا التي أقامت مخيمات تدريب لهم في ماردين وغير أماكن قبل إدخالهم سوريا ، كما أرسلت السعودية ضابط المخابرات السعودي الإرهابي المحيسني كمساعدة مهمة ! … وكذا دور قطر مهم في دفع المال والدعم اللوجستي لفصائل إرهابية في سوريا …الخ
هذا المستوى من تناغم المُختلفين ، لم يكن ليتم لولا وجود شخص قليل الوجدان عديم المسؤولية ، لديه جوع قديم للسلطة والثروة في رأس السلطة في دمشق ، أصبح وجوده ضرورة لكل مُختلف ، له مطمع في سوريا والمنطقة ، ويريد تفريغ العنف الداخلي لديه، أو تصدير مشاكله الداخلية عبر البوابة السورية، وعلى مشجب : الأسد الإبن ..
وليتحول الدعم المُبطّن من الدول الفاعلة ، للأسد الإبن بإعتباره ضرورة لإستمرار الخراب ، ليتحول الى إعلان مُوارب بدعمه عبر التصريح بضرورة مكافحة الإرهاب في سوريا !
في الوقت الذي تُمثَّل فيه الفصائل الإرهابية في سوريا بممثلين لدى حكومات غربية ومنها فرانسا ! ويُستقبل كثير من ممثليها في المؤتمرات ، و يحظون بعناية خاصة من هذه الدول ! شأنهم شأن سارقي المال العام السوري …
وبعد كل هذا الخراب والموت نرى أن السيد الأسد الإبن يتحدث عن إنتصار ! لعله بذلك يقصد إنتصاره كشخص في كل هذا الموت في سوريا حيث تعاظمت ثروته ولم يُصٓب هو أو أي من أفراد أسرته بأذى ، أما بقية الشعب السوري وسوريا ” منجيب غيرون أمّا هوي فمن وين بدنا نجيب بديل ” !…
الدعم الدولي للإرهاب في سوريا وجعل السوريين أمام خيارين : الأسد أو الإرهاب ، أمر مُثير للتأمل في الدور الوظيفي لمنظومة الأسد المافياوية التي تستدعي خراب سوريا ولا تستدعي ترك الأسد الإبن للسلطة وإجراء إصلاحات سياسية حقيقية !؟….
بعد حوالي سبع سنوات من الخراب والموت ومقتل حوالي مليون سوري وتهجير ثلثي السكان داخلاً وخارجاً …. الخ هل يستطيع سوري موالي للأسد الإبن، وليس مُعارض له ، أن يتمتع بحق إبداء الرأي على التلفزيون الرسمي ، المدفوع مصاريفه من دم قلبنا .و يقول نريد إصلاحات حقيقية في سوريا ونريد من ” سيد الوطن ” إرجاع عائدات الخليوي والنفط … الخ الى الخزينة العامة السوريّة للصرف على عائلات الذين ماتوا من أجل كرسي ” السيد الرئيس ” !؟
الإجابة الصادقة على هذا السؤال ، مع ما تقدّم ذكره ، تجعلنا نُدرك حجم المأساة السوريّة التي نحن بها الآن .
لذلك أرى ضرورة رفع الغطاء السياسي عن أي فصيل مـسلّح يدّعي المعارضة ، فذلك شرط أساس لسحب الذريعة الدولية التي بدأ الأسد بصناعتها ، وهي الإرهاب . إن مُعارض سلمي واحد ذو خطاب متوازن يُرعب الأسد الإبن ، في حين هذه الفصائل بمآل فعلها إن لم يكن ، بإختراق أمني محلي أو دولي ، لقياداتها، تُشكِّل المبرر الموضوعي الأمثل لإبقاء الأسد الإبن في السلطة ولعقود قادمة ..

20 آيار 2017