°
, December 8, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

سوريا تحتاج طفل !

عندما يتم التواطؤ بين المُتَكَلِم وبين المُتَكلَم بهم ، في إبراز ما قيل كلباس بديع ..فإن الواقع يحتاج لطفل : الدنماركي ( كريستيان أندرسون) , في قصته ” الملك عارياً ” :
…….
” وحانت ساعة الصفر ، وأعلن المحتالان أن الثياب جاهزة ، وقرر الامبراطور أن يكون هناك موكب كبير يطوف المدينة به وهو يرتدي ثيابه الجديدة .
وجاء المحتالان إلى الملك وهما يحملان على أكفهما الثوب المزعوم ، والناس تنظر إليهما في تعجب خفي ، وتُطلق شهقات الاستحسان والانبهار عالياً ، كي يثبتوا للجميع أنهم يرون الثوب ! .
ودخل المحتالان على الملك ، ففوجئ صاحب السعادة بأن أيديهما فارغه ، لكنه استدرك الأمر ، وقال لنفسه : تالله لن أكون أنا الأحمق وكلهم حكماء ، لن أكون أضحوكة الناس !! .
وقهقه عالياً ، ثم قال بصوت سعيد : جميل جداً هذا الثوب ، رائع عملكم أيها السيدان ، أنتما تستحقان أعلى أوسمة الإمبراطورية ، هيا فلأرتدي هذه الثياب وأخرج إلى الشعب المنتظر بالخارج .
وساعده المحتالان على ارتداء الثوب الوهمي ، وخرج الملك على شعبه …. عارياً !!!!
وطاف موكبه المدينة ، والوهم والخداع يسيطران على أذهان الجميع ، فالكل يهتف بإعجاب ، ويصرخ مستحسناً هذا الثوب البديع ! .
لم يجرء أحد على الاعتراف بأنه لا يرى الثوب ، كي لا يُتهم بالحمق ، وبأنه لا يستحق منصبه .
إلا طفل صغير .. هو الذي هتف مندهشاً : لكني أراه عارياً ! .
ثم صاح بصوت عال : إني أرى الملك عارياً .. أراه عاريا ً لا يرتدي شيء .
وسرعان ما تناقل الناس خبر الطفل الصغير ، وأخذوا يفيقون من وهمهم واحداً تلو الآخر ، وانكشف أمر الجميع .. والسبب طفل . ”

سوريا تحتاح طفل لم يخضغ لـ ” التربية ” بعد …

7حزيران 2016