°
, April 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

تحالف الارهاب والديكتاتورية والاحتلال وتعاونهم بالمآل والسياق

عدوان الطيران الاسرائيلي على سوريا ، يتم بتفريغ الكاريدورات الجوية له للتنفيذ عبر الخط الساخن بين الجيش الروسي والجيش الاسرائيلي
( الجيش الاسرائيلي يتبع وزارة الدفاع الاسرائيلية التي تحتاج موافقة الحكومة الاسرائيلية في أي أمر بما في ذلك قصف سوريا ، والحكومة الحالية هناك مُشكّلة من إئتلاف قوى سياسية ضمنها القائمة العربية الاسلامية من فلسطينيي 1948 وكذلك من مختلف الفئات الدينية هنالك …)
الخط الساخن في قاعدة حميميم العسكرية التي استولت عليها روسيا بتنازل من الأسد الابن
( القاعدة تحوي مكتب ارتباط عسكري اسرائيلي من ضباط وعناصر عسكرية اسرائيلية تُشارك بتنسيق القصف والتعاون مع الجيش الروسي هناك )
رغم كونها ملكية سوريّة عامة مشتركة لا يحق له التنازل عنها !
فهي ليست ملكه أو ملك أبيه أو أُسرته، وليست كذلك لأي سوري أخر !
كما استولت على غيرها من منشآت لدعمه في احتلال السلطة وعبرها الدولة السوريّة …
عدوان الطيران الاسرائيلي يقتل سوريين ويُدمّر منشآت سوريّة ..!
فيقوم الطيران الروسي – تمادياً في التعاون مع العدوان – بقصف بلدات سوريّة وقتل مدنيين سوريين وسوريات منهم أطفال في جسر الشغور قرب لواء اسكندرون” المُحتل من تركيا ” !
وهو أمر تم من خلال التنسيق بين الطيران الروسي و الجيش التركي ، من خلال إعلام هذا الأخير بمسار الطيران الروسي المهاجم والتنسيق معه لتفريغ الكاريدور الجوي الملائم لاستدارة الطيران العسكري المهاجم ، وقصف الأراضي السورية…
وهو أمر لم يحصل قبل البارحة من قبل تركيا – أردوغان الذي يُتاجر بالكارثة السورية ، ومن قِبل روسيا بخصوص زعيم تنظيم النصرة الارهابي ، أبو محمد الجولاني ، الذي بدوره ترك قريته محتلة في الجولان !
وذهب الى الشمال السوري ليحرره !
وحيث قام هذا الارهابي بالاجتماع علانية وفي وضح النهار مع فعاليات مجتمعية ومسؤولة ، منهم شيوعي سابق في موقع قيادة لديه الآن، مُعلناً ضرورة قيام ” كيان سني ” في الشمال السوري المحتل من قِبل تركيا وقوات المرتزقة السوريين التابعين لها ، فلا الطيران الروسي ضربه ولا التركي ولا قوات الأسد الابن ولا الفصائل الارهابية الايرانية ، بل تم منح هذا الارهابي مصدر دخل مالي مستمر عبر إجراء تم بالتوافق بين ايران – نظام الملالي الارهابي راعية الارهاب العابر ، وتركيا راعية الارهاب التطرف الداعشي في المنطقة ( وهما الدولتان الذي تتمتعان بشراكة اقتصادية عالية المستوى بينهما ، وتستثمران بكارثتنا السوريّة الانسانية ويدمران بلادنا كما البلاد الناطقة بالعربية ، باستخدام أدبياتنا الدينية والروحية وأئمتنا ورجال ديننا وتراثنا الروحي … ) توافق تم أيضاً بين الدولتين أنفاً وروسيا ، بتخصيص معبر باب الهوى لحكومة الانقاذ التابعة للارهابي الجولاني ! وبموافقة الأسد الابن ، الذي بدوره يُزوّد هذا التنظيم بالوقود والكهرباء ! هذا التنظيم المعلن كتنظيم ارهابي والمُحاط من كل الجهات بدول وقوى تَدّعي و ” تدعو ” لقتال الارهاب وتستمد ” شرعية ” إحتلال سوريا من خلال ذلك الادعاء !
التنظيم المُعلن دولياً كتنظيم ارهابي يتم اللقاء معه عبر صحفيين ووسائل اعلام دوليين !
ولا يُعتبر ذلك تعامل مع الارهاب والارهابيين ، الذي يقوم الأسد الابن كل فترة بعفو عنهم ، بعد قتلهم سوريين وسوريات ومن كل الأطراف ، بل ويُعيّن بعضهم نواب في مجلس الشعب !
لذلك التساؤل ، وحيث الاحتلال التركي وغيره واضح كونه غير مستند ل” شرعية مفترضة ” يتذرع بها الاحتلال الايراني والروسي ، التساؤل عن ماذا تدافع القوات الروسية والايرانية ومع من تقف في سوريا ومن تستهدف !؟
مع التأكيد مرة أخرى أن الأسد الابن لم يعد إبتداءاً من 2011 يملك أي صفة قانونية شرعية تخوله التصرف بمنصب رئيس الدولة السورية ، لعدة أسباب قانونية ،وبمعزل عن التصرفات الجرمية له أو الموقف السياسي منه … منها على سبيل المثال عدم قيام الانتخابات المُفترضة على كامل أراضي ” الجمهورية العربية السورية ” ولا شمولها المُفترض كافة المواطنين والمواطنات السوريين والسوريات ، وكذلك عدم وجود جهةٍ محايدة مُراقبة للانتخابات أو صحة الأرقام الصادرة عنها ! .
فهي أرقام صادرة من شخص لنفسه وبدون رقابة محايدة أو مشتركة مع أخرين !
وبالتالي إن مراهنة الاحتلالين الايراني والروسي المباشرة ، والتركي غير المباشرة، كما اسرائيل ، على الأسد الابن لضمان مصالحها ، هو رهان باطل قانوناً وخاسر لاحقاً ولا يمكن التأسيس عليه ، وأن حمايته حتى تاريخه ، هو رهان واضح و خاسر بذات الوقت ، وهو على حساب مصلحة سوريا الدولة والنظام السياسي والوطن والمؤسسات والسلام ….
فالتنازلات المقدمة ، معلنة من الأسد الابن لكل من روسيا وايران، وغير المعلنة ومن تحت الطاولة لتركيا واسرائيل . هي تنازلات باطلة قانوناً ، ممن لا يملك وغير مُخول قانوناً ، الى قوى لا حق قانوني لها بها !.
في الوقت الذي يقوم هو وزوجه ب” أخذ ” واردات النفط والغاز والفوسفات والخليوي … الخ وهو الوقت عينه الذي يعاني فيه السوريين كل السوريين السوريات ، بما فيهم العلويين والعلويات ضمناً ، وبما فيهم أهالي الجنود الذي يُضحى بهم في استهداف متناغم مع اسرائيل لاعادة تعويمه ك” بطل صمود “ومنتصر ب ” الحرب الكونية ” …
يعانون من الفقر الشديد وانعدام أي حد أدنى من متطلبات الحياة في كارثة إنسانية ممتدة تتدحرج ، خلافاً لحياة ” الرئيس ” وزوجه وأولاده وأُسرته ومجموعة المرتزقة والمجرمين لديه وكذلك في الضفة الأخرى ، مرتزقة من رجال دين وقتلة وضباط وقادة فصائل يمتطون عناوين عامة لأغراض شخصية …
المفاضلة الصحيحة ليست بين الارهاب والديكتاتورية لاختيار الأقل سوءاً … بل هي مفاضلة الحياة الطبيعية ودولة المواطنة لا المزرعة … على الارهاب والديكتاتورية وجهي خراب وقتل وتدمير سوريا ، فالارهاب والديكتاتورية ليسا خيارين للمفاضلة بل طريقتين لقتل الناس والحياة والروح والقِيَمْ ….
وهنا روسيا الاتحادية عليها مسؤولية قانونية بعد أن تم ” انتدابها ” بشكل غير رسمي على سوريا – عبر دور متروك إسرائيلياً وأمريكياً -عليها مسؤولية طرح انتدابها رسمياً وقانونياً على سوريا عبر الأمم المتحدة ، حتى تكون مسؤولة عما يجري فيها ، بدلاً من التّلطي وراء شخص يحمل جنسية سورية وزوجه ذات جنسية بريطانية وليس له صفة قانونية ، شخص لم يعد يملك من أمره شيء الا كونه مندوب سامي مشترك لدول احتلال متعددة .
ففي حالة اعلان الانتداب الروسي ، تكون هنالك مسؤوليات قانونية محددة عليها ، ملتزمة بها ، كدولة مُنتدَبة ، ولا يجوز لها حينها التنازل عن مناطق نفوذ لتركيا المحتلة ولا ايران المجرمة ولا السماح للعدوان الاسرائيلي ، وكذلك يُصبح باطل بطلان مطلق اتفاقياتها مع الأسد الابن ، التي بموجبها استولت تقريباً على مجمل المرافق العامة السورية . وتكون بذلك طبّقت ما تدعيه أمام السوريين والسوريات الموالين ، تدّعيه دون أن تفعله .
سوريا للسوريين والسوريات ، لا لقوى الاحتلال والارهاب والتطرف .
نعم لمفهوم الدولة والنظام السياسي والوطن السوري والتنمية والسلم الأهلي الداخلي والسلام في المنطقة
.
وهذا أمر يقتضي ثقافة جديدة ظاهرها كباطنها ، تُعلن أمر وتعنيه ، ثقافة تحترم حقوق الانسان ولا تتذاكى في دحضه ، ثقافة تقيس الأمور على معيار مشترك بالمنتصف ، لكل حاملي الجنسية السورية ، لا على معيار فئوي متطرف ، يدعم ” إرهاب ” من نحب ونصم به من نكره ، ثقافة لا تقوم على الكراهية والدحض والذمية وادعاء امتلاك الحقائق فئوياً …..فسوريا الموحدة ليست ” طنين ” رأس أحدنا ، بل ” طنين ” رأسنا المشترك المتناغم ….