°
, May 8, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

نحن الأخوة :

 

نحن الأخوة الذين نختلف في الميراث العائلي ،لا مشكلة لدينا في التنازل عن بعض ميراثنا الوطني المشترك على قاعدة الهوى المنفعل والنكاية ، نحن الذين نمتلك بدايات الطرق ، نتلمس طرق الآخرين لنسير عليها ، نحن الذين نصنع هويتنا الفرعية دون الوطنية على قاعدة الكراهية المفتتة لسوريا، لا الخصوصية المتناغمة من أجل سوريا ، نعيب على بعضنا تفريضه بالحقوق الوطنية لمصلحة المشترك الديني المزعوم خارج الحدود ، ونمارس الأمر عينه تجاه مصلحتنا الوطنية، بل نملك ” الجرأة ” في إسناد صحة موقفنا للعقل ... نعامل هذه البلاد “سوريا” كدار ممر مكروه، من أجل جنة في الطرف الأخر، غير متحققة ، نوعد بها من مخادعين ، قاموا بخداعنا لقرون واستثمرونا لقرون ،وما زلنا نريد خوض التجربة عينها ،متبنين مفاهيم “الغسننة “و”المنذرة ” . غير مدركين حد الشعرة الذي يفصل شراكة المصالح ،عن التبعية المصلحية … آن للسوري أن يتجاوز ” الطفالة ” في فهم الحق والدين والسياسة والاقتصاد ودورها في نهضة المكان الذي نملكه الآن ” سوريا ” ، بدلا ً من أن يستمر استخدامنا في كل ذلك لعقود أخرى على أمل ” الجزرة – الجنة ” الموعودة هناك ، غافلين عن مصلحتنا في ” الآن – هنا – سوريا “… حان الوقت لنعي ضرورة استخدام الحق والدين والسياسة والاقتصاد من أجل سوريا، مكاننا الأجمل، و أن تكون هذه المفاهيم أدوات لنا في العالم ، بدلا ً من أن تكون تلك المفاهيم أدوات العالم فينا، من أجل تدمير بلادنا وتدميرنا . سوريا هي المكان الذي يستحق عنايتنا وعناية الله ، وما دون ذلك باطل .