°
, January 21, 2025 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

إدارة تركيا لسوريا

إدارة تركيا لسوريا ، عبر سلطة الأمر الواقع – السيد أحمد الشرع – الجولاني الزعيم السابق لتنظيم القاعدة في بلاد الشام .
بهذه الطريقة وهذا المستوى ، هو تهديد للهوية الحضارية السوريّة ، بل لوجود سوريا كدولة أو بقاءها واحدة .!
ولا يُعفِي هذه الإدارة من المسؤولية القانونية ، الادعاء بالحوادث الفردية ولا بملاحقة فلول النظام ، خاصة أن المصالحات بدأت بين هذه الهيئة – حكومة الأمر الواقع و بين أركان النظام السابق ولم يبقى إلا مجرم الحرب الهارب ليحضر وتكتمل بين طرفي الخراب : التطرف والاستبداد!. في الوقت الذي يُقتل فيه أشخاص عاديون بشكل يومي ويِحتجز عساكر وضباط صغار مأمورين !
ولا يُجمِّل هذه الطريقة، قول شكلي هنا أو إجراء شكلي هناك.
حتى لو كان ذلك بتعيين ” إمراءة علوية ” في موقع مسؤولية وزارية في حكومة الأمر الواقع في قادم الوقت ! لمزيد من وهم ” الانفتاح ” وحماية الأقليات .
حيث تعمد تركيا بهذه الإدارة إلى إغراقنا كسوريين وكسوريات في تفاصيل بُعد ديني نحترمه لدينا ، و لا تحترمه لديها … لتحقيق غرض سياسي خدمة لمصالحها .
بالوقت عينه الذي تعتمد هي كدولة تركية ، دستور علماني كامل مُغرق بعلمانيته الفظّة النافية للدين … دستور لا وجود به لأي بُعد ديني وبأي مستوى من قبيل دين رئيس الدولة التركي أو دين الدولة التركية ولا تحديد هوية للدولة على أساس ديني أو قومي …إلخ

سوريا – بعيداً عن الأدلجة القومية أو الدينية أو التقوقع في فهم مسألة الهوية الحضارية السورية – تنتمي إلى فضاء مصالح وأمن استراتيجي ، هو ” العالم العربي “
لذلك أرى أن المصلحة مشتركة بين السوريين والسوريات بكل تنوعاتهم الاثنية والدينية ، وبين العالم العربي ” خاصة بتمثيله الفاعل الآ ن: بالإمارات والسعودية والأردن ومصر والمغرب “
فكل تَقَدُّم تركي أو إيراني في العراق أو سوريا ، وكذلك في مناطق أخرى من العالم العربي ، هو تَقَدُّم باتجاه هذا العمق وخطر عليه ، كما هو خطر علينا هنا في سوريا وكذلك في العراق .
لذلك أرى أنه على الدول الفاعلة التي ذكرت ، أن تُبادر إلى إنقاذ سوريا بتنوعها الغني، لتنقذ نفسها ، ففي ذلك مصلحة مشتركة لكلينا .
وكل يوم تأخير هو خسارة لكلينا.!
خاصة أن المستهدف الآن السوريون و السنة -العنصر الأكبر في جسم الأمة السوريّة . وحيث فرحة هروب الأسد الابن مجرم الحرب ، تطغى على العقل ، فيُؤخذ الحَذِرُ منهم من مأمنه المُفْتّرَض في تركيا .