°
, April 26, 2024 in
آخر الأخبار
تفاصيل
2

عيد القوزللي : الاحتفال بالسنة الشرقية في جبال الساحل السوري


يحتفل بعض مواطني الريف في الساحل السوري 13 – 14 كانون الثاني بمناسبة حلول السنة الشرقية الجديدة ، يصادف رأس السنة الشرقية  هذا اليوم 13 كانون الثاني وتسمى القوزلّه
وهي من الكلمة الأشورية قوزلو وتعني إشعال النار فتقام في هذا اليوم احتفالات اجتماعية بمشاركة الجميع من أهل المنطقة وزوّارهم و أصدقائهم «رقص ودبكات شعبية وغناء فولكلوري مستقى من تراث المنطقة ويتزاور الناس فيما بينهم وتفتح موائد الكرم التي تضم : ‏

الفواكه والحلويات والتمر والزبيب وخبز القوزله وهو يخبز فقط بهذه المناسبة على التنور وتقول السيدة سكينه علي حسن الحارة والسيدة ملك الرفاعي بأن هذا الخبز يحضر من الدقيق الكامل وزيت الزيتون والفليفلة الحمراء والملح والسمسم وحب البركة أحياناً ولذلك فإن أرغفة خبز القوزله تدوم طازجة لفترة طويلة ولأكثر من شهر كامل كما يتصالح الناس المتخاصمون وتُزار العائلات المنكوبة حديثاً وتُواسى بكلمات المجاملة والإطراء كما تقدم مساعدات مادية للأسر القفيرة. ‏

وكانت تردد كلمة «عيد مبارك عليك أو عليكم.. والآن أصبح الناس يقولون كل عام وأنتم بخير» وفي بعض القرى تستمر الاحتفالات لثلاثة أيام كما هو الآن في قرى باب جنة ـ الدالية ـ الحارة والبودي.. فتحضر الأكلات اللذيذة من كبة وكبيبات وهي «كبة محشوة بالسلق.» ‏

وتقدم الذبائح كقرابين إلى الله «جل جلاله» وتقام الدبكات الشعبية الأصيلة في المنطقة وتسمى صبحة لأنها تبدأ من الصباح الباكر .

حيث يتشارك الدبكة ، رجّال ومرا ، شباب وصبايا ، ختيارية ، والولاد الزغار … على وقع المجوز وخبطات الأقدام  المتناغمة معاً على الأرض بفناء المزارات المقدسة في أعالي الجبال أو في السهول والوديان  ، حيث الطبيعة  والصوت يتداعى في الفضاء .

يروي الباحث والصحفي سهيل خليل عن بيتهم في القوزللي :

وفي عيد القوزلة ، كنا نشعل نيراناً من الحطب ولسبب ما غامض كالبحر كانت دموعنا تنهمر ، والقوزلة كلمة آرامية تعني البداية والبداية هنا رأس السنة على الحساب الشرقي ، كانت احتفالات القوزلة أكثر جمالاً وكان لابد لكل أسرة ان تربي جدياً ، كان أبي يشتري الجدي في شهر أيلول ويبدأ بتربيته والعناية به وتغذيته على أوراق التين الصفراء وفي الشتاء كان
يطعمه ثمار السنديان والبلوط ، كنا نصحو صباح يوم القوزلة والفرح يعلو الوجوه لأننا سنأكل لحماً ، كان أبي ينزل الى الوادي القريب ويقطع عدداً من عيدان البطم ويشذبها كي تصبح صالحة لشك قطع اللحم وكان يُعلّق الجدي امام البيت لأن البرادات لم تكن معروفة بعد ، يستمر الاحتفال لمدة أسبوع وفي اليوم الأخير يكون الجدي قد صار عظماً  وهنا تقوم الوالدة بطبخ هذه البقايا مع البرغل بحمص ، وتجتمع العائلة مساء وكان لابد من الغناء وعلى الجميع الغناء مهما كان الصوت رديئاً ، وأذكر ان جارنا دخل في يوم من أيام القوزلة وهو يفرك  يديه من البرد قائلاً : مطر وغيوم والدنيا متمطر فقال له والدي هذا بداية لموال عتابا ، فاسمع مطر وغيوم والدنيا متمطر أمان يارب دخيلك ما تم طير تعا يا خال سمعنا مطمطر نغم غريب عمرو مانسمع فقال له جارنا ومامعنى سمعنا مطمطر … ؟ قال له أبي : أنا قلت نغم غريب عمرو مانسمع ….!!

وفي كتاب  (اللاذقية حضارة المتوسط الأولى ) يرد ما يلي :

القوزلة:

المعروف أن اسمها مشتق من فعل (قزل) أي: أشعل النار، ويستخدم في العامية(قوزل) أي شارك بالإحتفال بمناسبة القوزلة.

أما هل لهذا الاحتفال من مناسبة تاريخية؟ فهذا غير مؤكد حتى الآن. وإذا كان لها أي صلة بالعقائد الدينية، فربما يعود ذلك إلى أساس عقيدي موروث من الكنعانيين.

الاحتفال بهذه المناسبة يكون يوم الأول من كانون الثاني حسب التقويم الشرقي، وهذاعلى الأغلب يعني أنه احتفال برأس السنة الشرقية.

مراسم الاحتفال تبدأ قبل أسبوع وربما أكثر، حسب ظروف المناطق والقرى، وتبدأالدبكات على أصوات الطبول ، ثم تنحر الذبائح قبل (القوزلة) بيوم واحد، وترتفع ألسنة اللهب في كل تنور في القرية ، وفي هذا اليوم يدهن الخبز بالزيت، وتصنع أقراص محشوة باللحم ، و(فطائر بالفليفلة) و(الكبيبات بالسلق) و(اليبرق)،ويعم الابتهاج والسرور جميع بيوت القرية في هذا اليوم الذي لا ينسى ، أما الحلويات التي يتناولها الناس في هذه المناسبة، فقد كانت الدبس والحلاوة.

أما العادات الاجتماعية في هذا اليوم فتبدأ بزيارة الأرامل واليتامى،   والمفجوعين،والفقراء، وتزار القبور، أو خلاف بين شخصين أو أكثر، وهذا ما كان حسب التقويم الشرقي  …