°
, July 27, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

صراع أجنحة الاسلام السياسي على السلطة في سوريا .

أزعم :
كشف مآل الصراع في سوريا والذي تحول الى صراع داخلي على السلطة بين جناحي الإسلام السياسي : المنظومة الحاكمة حالياً ، والجناح السياسي للقاعدة الممثل بمنصة اسطنبول -ائتلاف ، مع حضور بعض الذميين بكلا الجانبين … وصراع دولي وإقليمي أداتيه هما الجناحان المتقدم ذكرهما .
كشف عن تباين في هوية المجتمع السوري وأن أدلجة المجتمع وهيكلية الدولة خلال عقود لم تسهم ببناء هوية وطنية سوريّة، واحدة بل عمّقت البُعد الفئوي عند مكونات سوريا الدينية والقومية والمناطقية والثقافية …فحتى الشعار المُعلن للحزب الحاكم وهو :
” الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ”
كان مُضمر غيره بإدارة المجتمع السوري ، من خلال تعيين العاملين في كل مطرح بما فيه تعيين أخر مختار بأصغر وأبعد قرية سوريّة على أساس عائلي عشائري ..
تعيين أساسه الولاء لرأس المافيا الحاكم الذي هو بنفس الوقت الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي ، هذا الحزب الذي هو أحد تجلّيات الاسلام السياسي المُختلط والملتبس والمعلن فيه غير المضمر …والمراد له كل ما تقدم ليُقاد ويُسرق الناس به وعبره.
ما تقدم بدأ بتوليفة فرضها واقع سوريا المبعثر الذي يُراد له هويّة تجمعه ، هوية مشتركة لأفراد مشلوحين رغماً عنهم في هذا المكان المسمى سوريا والمرذول منهم بالغالب ، لذلك كل منهم له لاحقة لاسم سوريا خاصة به وبمشروعه، و الذي يؤكد فيه ومن خلاله أن سوريا دار ممر للمقر المأمول منه …
من مفارقات هذا ” النظام” السياسي الحالي هو ادعاؤه العلمانية وحماية الأقليات ، بل في بداية الانتفاضة الشعبية وصفه أحد المؤثرين الغربيين ب” أخر قلاع العلمانية في الشرق ” …طبعاً تستطيع أن تشم رائحة المال السوري المسروق في هذا التصريح كما في غيره من المواقف والتصريحات والقرارات الداعمة لهذه المافيا في الشرق والغرب وحيث شراء الذمم …
وانتهى الأمر بهذا ” النظام ” منذ فترة وعبر رأسه الأسد الابن وبعد أن استثمر بالعلمانية وحماية الأقليات ، خاصة العلويين ، استثمر الى أخر فرد فيهم إمّا تضحية به في ” معركة الكرسي ” أو اعاقة أو فقراً وتجويعاً ..الخ في سبيل ذلك …
عاد وعبر محاضرة دينية وهو الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي … أمام المؤسسة الدينية الاسلامية السنية في دمشق ، الى تأكيد الهوية الدينية الاسلامية السنية للنظام السياسي والدولة واعتبار كل مفردات الحداثة والليبرالية خطر على المجتمع السوري مُنافساً ومزاوداً بذلك على الجناح السياسي الاسلامي الأخر في تنظيم القاعدة -الاخوان المسلمون – منصة اسطنبول الدوحة – ائتلاف …ذميين …
في لعبة صراع على السلطة واستثمار في تناقضات المجتمع السوري وسرقة ثرواته ووجوده في أخطر عملية احتلال ملتبس للسلطة ول ” المعارضة ” وعبرهما للدولة والمجتمع السوري ، بحيث أن امتطاؤهما لتلك المفاهيم النبيلة والمحترمة لدي من قبيل : الدولة ، الاسلام ، الدين ، العروبة ، المجتمع ، النظام ، المعارضة، التغيير ، الحفاظ على مؤسسات الدولة أو استعادتها …الخ أصبح ملتبساً لدرجة لا يمكن لأي منا مقاربة جُرْمِيّة كل من طرفي الخراب هذين دون أن يقع بسوء فهم له من عامة السوريين والسوريات الذي قد يفهموا الأمر مساس بهم وبهويتهم الفرعية …!
في حين هؤلاء العامة بكل تنوعاتهم هم ضحية هذا التحالف الجرمي الشيطاني الذي لا علاقة له لا بالدين ولا بالله ولا بالاسلام ولا بالعروبة ولا بالاشتراكية ، بل بسرقة سوريا واستثمارها لمصلحة مافيا بذريعة ما تقدم .
الأسد الابن يحاول الاستئثار بشقّي المعادلة المطروحة والمُعلنة للحكم وهي الأمة الواحدة والرسالة الخالدة مبتدئاً بالأولى للوصول الى الثانية ، وجناح القاعدة – الاخوان المسلمين ، منصة اسطنبول – ائتلاف ، ذميين .. يريد حصة بذلك على الأقل اذا لم ينجح بالوصول لأخذ السلطة كاملة مبتدأه بذلك الرسالة الخالدة للوصول للأمة الواحدة .
والصراع ما زال مستمراً على حسابنا كسوريين وسوريات ، واذا لم يُحسم خارجهما ، سيكون الحل في أحسن الحالات تسوية بينهما .