°
, January 21, 2025 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

الصراع الجاري في سوريا قبلاً ، لم يكن صراعاً طائفياً .

الصراع الجاري في سوريا قبلاً ، لم يكن صراعاً طائفياً .
بل صراع من قسم غالب من السوريين والسوريات، بمواجهة مافيا تحتل السلطة وعبرها الدولة ،وتستقوي عليهم بقوة السلاح .
في هذا الصراع أُستخدم الدين والبعد الطائفي لأغراض سياسية مع مواضيع أخرى …
وصولاً إلى تظهير الصراع أنه بين :
” الدولة ” و” التطرف والإرهاب “
في ثنائية لا تُعبِّر عن واقع ما يجري .
فقد كان تناغم الارهاب والديكتاتورية ، تناغم كبير يصل لمرحلة التعاون بينهما ، ضد مصلحة سوريا والشعب السوري عامة .
بما يخص دور روسيا الاتحادية في هذا الجانب ، كان دور لا يليق بدولة مؤسسات ، من ضمن ذلك قول مسؤول كبير لديها :
” أننا لا نريد رئيس سني لسوريا ! “
في تصريح خبيث لا يعكس ” محبة ” للعلويين، و لا ” كراهية ” للسنة !.
بقدر ما يعكس سعي خبيث لتأجيج الصراع في سوريا على أساس طائفي ، تعويماً للأسد الابن ، و توريطاً للأخرين .
من أجل اعتبار ما يجري : حرب أهلية .
وبالتالي تُصبح الحكومة حينها ، حكومة مُعتبرة قانونياً وسياسياً على الصعيد الدولي لحين الانتهاء من :” الحرب الأهلية “.
وكذلك الدور الخبيث في تحميل القرار الدولي ” 2254 ” الحمّال أوجه ، على الوجه الذي يريده الأسد الابن بمفهوم ” حكومة وحدة وطنية ” حيث عمدت إلى تمييع الفكرة الأهم ، التي يمكن من خلالها استبعاد الاسد الابن من الشراكه في هيئة الحكم الانتقالي ، وهي فقرة ” البيئة الأمنة المحايدة ” الواردة في متن القرار ، حيث عمدت إلى اختراع مرجعية ” استانا ” لتمييع مرجعية جنيف ، وتطبيق مفهوم “مناطق خفض التصعيد ” بوجود الأسد الابن ، كحل لاستبعاد مفهوم البيئة الأمنة المحايدة ، التي تعني بالضرورة عدم إشراك الأسد الابن كونه المتسبب في عدم وجود البيئة الأمنة !
وكذلك كونه متهم بجرائم حرب !
والموقف طيلة تدخل الجانب الروسي في سوريا ، كان معياره وفيصله الدفاع عن الأسد الابن ، مجرم الحرب الفارّ ، بصفته الشخصية وليس بإعتباره ” رئيس دولة “
وليس عن الدولة السورية والشعب السوري .
سواء من خلال قصف الطيران الروسي للمدنيين السوريين عامة وخاصة في الشمال ، وعدم قصفه ولا مرة واحدة مقرات جبهة النصرة بتجلياتها المختلفة هناك !.
بل الجانب الروسي استقدم عناصر متطرفة للقتال والالتحاق بداعش، سواء من مناطقه أو السماح لهم بالمرور بها من الصين ، ومن ضمنهم الإيغور .
وكذلك عدم الدفاع عن سوريا الدولة ،تجاه العدوان الاسرائيلي عليها !.
بل تطور الأمر في العلاقة بين روسيا وإسرائيل بهذا الصدد إلى وجود ” خط اتصال ساخن ” بين قاعدة حميميم و الجيش الاسرائيلي . وصولاً إلى وجود غرفة عمليات عسكرية اسرائيلية – روسية مشتركة في قاعدة حميميم العسكرية ، لتنسيق العدوان على سوريا الدولة والمجتمع والممتلكات العامة .
والأمر عينه تمّ بين الجانب الروسي وبين الجانب التركي من حيث تفريغ الكاريدورات الجوية من قبل الجيش التركي للطيران الروسي لقصف المدنيين في الشمال خاصة في ادلب ، دون قصف ” التنظيمات الارهابية ” …..الخ
وتجلَّى الدور الروسي الأخير في دعم شخص الأسد الابن ، بتأمين خروجه ، بالتنسيق بين الجانب الروسي و الجانب التركي .
ناهباً البلاد وثرواتها ، فارََاً و تاركاً سوريا لبدء انهيار كامل للمؤسسات ووضعها في مهب الريح .
في لقاء سابق مع مسؤول روسي منذ سنوات قلت له : يبدو أنكم تدعمون الأسد الابن كشخص وليس ك” رئيس الجمهورية العربية السورية ” وتحصرون علاقة دولتين وشعبين بشخص بصفة شخصية !
في سابقة فريدة بالعلاقات بين الدول ، وأضفت مُمازحاً :
كيف يمكن استمرار هذه العلاقات ، في حال سقط الأسد الابن في الحمّام ، ومات بغفلة من السيد بوتين ! .

لكل ما تقدم وغيره . أرى من الضروري ربط اعادة العلاقة بين البلدين ، روسيا الاتحادية وسوريا ، وكذلك ربط كل المصالح بين البلدين بما فيها التمثيل الدبلوماسي ، ربطها بإعادة مجرم الحرب الفارّ بشار الأسد ، و كافة الأموال والمنقولات التي بحوزته هناك .
من أجل محاكمته في سوريا بعد انتخاب حكومة شرعية دستورية ، ومن أجل اعادة هذه الأموال المنهوبة إلى الخزينة العامة السورية .
لأن من شأن ذلك تخفيف حالة الغضب السوري الدّاخلي .