نقاط مهمة حاضرة بذهني دائماً ، ومتبناة من قبلي ،بشكل كامل وقد كررتها منذ سنوات لدرجة الملل :
- ما فعلته مافيا الأسد الإبن في سوريا ، خاصة بالعقد والنصف الأخير، لجهة رمي المدن والبلدات والقرى بالبراميل المتفجرة ، وقصفها بالطيران الحربي، وعشرات ألاف السجون ، وقتل حوالي مليوني سوري وسوريّة ، ومئات ألاف اليتامى والأرامل والمعاقين . وتشريد ثلثي السكان، ونهب الثروات السورية ، ورهن سوريا لعقود قادمة لدول أجنبية واستقدام لقوات مرتزقة طائفية من ايران ، وكذلك استقدام قوى اقليميه ودولية مثل نظام الملالي الارهابي الإيراني وكذلك الدور الروسي الجرمي والمدافن الجماعية ورمي الناس أحياء وأموات فيها ….الخ
كل ذلك وغيره من جرائم لا يمكن حصرها عبر مجلدات …
كل ذلك يؤكد حقيقة أن هذه المافيا الأسدية وكل من كان فيها هم أخطر فئة جرمية مرت أو تمر ، على سوريا والعالم ، ولا يمكن مقارنة فعلها الجرمي بأي فعل جرمي أخر من حيث الفظاعة والجرمية ، مهما بلغت . - إنني مع محاكمة مجرمي الحرب ومن أي طرف كانوا وتحت أية راية مارسوا جرميتهم تلك ، حتى لو كان منهم أخي أو أختي أو أبي أو أمي . وعلى رأس هؤلاء مجرم الحرب الفار الأسد الابن وكافة عناصره من ضباط وغيرهم ، وعلى الأخص العلويين منهم . وإنني لا أكتفي بذلك بل لدي عمل بهذا الشأن .
- هناك أربعة ألاف ضابط وصف ضابط سوري سني- إن شئتم التعبير -يحملون روح الجيش السوري الحر وروح العقيد يوسف الجادر أبو فرات والعقيد المهندس مصطفى شدود الوطنية ، تم تحييدهم والإساءة لهم ،ويعملون ليل نهار لتحصيل لقمة عيشهم ، وهم كفاءات في كافة الاختصاصات ، هؤلاء هم الأولى بضبط الأمن في سوريا الحرة ، من عناصر غير كفوءة ، عاشت ضمن أفكار مغلقة لفترة طويلة من الزمن ، و من الصعب بمكان أن تتأقلم مع ثقافة الدولة بالرغم من أن الكثير منهم ناس طيبون و لكنهم فوجئوا بمهمة قد تكون أكبر من إمكانياتهم .
- هناك مئات من القضاة السوريين ومن كل الاختصاصات وكذلك مئات المحامين السوريين ، وجميعهم مع الثورة وضد مافيا الأسد الاجرامية ، هؤلاء هم الأكفأ والأجدر والأحق باستلام مفاصل الدولة السورية القانونية ، من عناصر هيئة تحرير الشام . وهؤلاء من دفع ثمن كبير جراء ما حدث في سوريا.
- هناك عشرات بل مئات من أصحاب الخبرات العلمية والحكومية الذي وقفوا مع الثورة السورية الحقّة والعظيمة بمعظمهم سوريون وطنيون و من أهلنا السنة ، هم الأولى باستلام مواقع مسوولية ، و هم الأدرى بكيفية ادارتها من عناصر فئوية غير مدربة ، مع افتراض حسن النيه فيها .
- هناك استهداف لجسم الأمة السورية وهم الأكثرية السنية المسلمة ، كونها” أم الصبي ” بتظهيرها عبر جماعات متطرفة تعبر عنها ، كما كان الحال مع العلويين قبلاً عبر نظام الأسد الأب والابن المجرمين . وهذا يخلق تحدي لدى هذه الأكثرية عبر نخبها في التعبير عن الروح الحضارية المتمدنة ، وكذلك البُعد الحضاري الروحي الديني للإسلام السمح في بلاد الشام .
- أنا كشخص وباعتبارات قائمة على فهمي للحياة ومصلحة سوريا ومصلحة الطوائف الأخرى خاصة العلويين منهم ، أعتبر كما إعتبرت أسرتي لعقود سابقة ، وكما اعتبرت تقريباً مجمل أفراد وعائلات سوريّة وخاصة بالساحل السوري ، أن حكم الأقلية من أي نوع في سوريا هو خراب لسوريا وتدمير لها وللأقلية عينها ، لاعتبارات مصلحية مشتركة لنا جميعاً مع ايماني أنّ ضمانة دولة المواطنة الحقَّة، هي علمانية الدولة السورية وديموقراطيتها ، حيث العلمانية المقصودة مني هي حماية حق الاعتقاد وكذلك التدين عبر منع تدخل رجال السياسة بمجال الدين ، ومنع تدخل رجال الدين بمجال السياسة ، للحفاظ على قيمة الدين كبعد أخلاقي ملهم نعتز به في المجتمع الأهلي، والسياسة كعلم ادارة المؤسسات لتحقيق مصالح الناس في المجتمع المدني العام …
- لقد عاش معظم العلويين في ” سوريا الأسد” و الآن هم أمام تحدٍّ تاريخي بأن يتعرفوا على ( سوريا ) . لكن بعض التجاوزات و الأخطاء ، و بعض الأخبار الكاذبة و التحريضية التي يعمل عليها النظام البائد و الكثير من الخوف و الهواجس قد تُعيق هذا الانتقال السلس ليكونوا يداً بيد مع أخوتهم السوريين في إعادة بناء سوريا التي تحتاج إلى الجهود المخلصة من كل أبنائها ، أعرف أن هناك تجاوزات لم أكن أتمناها ، و لكن علينا أن نخرج من دائرة رد الفعل إلى الفعل .. ردود الأفعال غالباً تكون عمياء أو عوراء فلا ترى كل المشهدية .و ربما بدون قصد و بدون نية يذهب بعضها ليلاقي فلول النظام إلى منتصف الطريق الذي سيؤدي حتماً إلى كارثة و فجيعة أخرى ..
- كحامل للإرث العلوي النقي أُفضِّل ألف مرة أن أكون مظلوماً على أن أكون ظالماً،و هذا ليس موقف ضعف و انهزامية ، بل هو إيمان راسخ بأن الضحية تنتصر على الجلاد عندما تتفوق عليه أخلاقياً .