كتب الأستاذ عيسى إبراهيم
(وفق المُعتقد الإسلامي العلوي :
لا يجوز لرجل الدِّين التَّدَخُّل بالسياسة والاصطفاف السياسي . فمن تحزّب لجهة ، فَقَدَ العَدْل في تمثيل الجَمع ، أو الإنصاف بينهم .
فهاتين الصفتين الأخيرتين هما المُستَند الرئيس في المشيخة العلوية وشروطها).
وأضاف:
الدين كبُعد روحي هو جزء مؤسس وجوهري في المذهب الإسلامي العلوي .
من حق أي انسان عامة، وضمناً الانسان العلوي ،ممارسة السياسة والاصطفاف السياسي بالطريقة التي يراها تلائم توجهه، ونظرته العامة للحياة . وهذا أمر بديهي .
ما ورد بالبوست متعلق بعدم جواز تدخل ” رجال الدين “بصفتهم تلك : ك”رجال دين” في تشكيل الاصطفاف السياسي والتدخل بالسياسة كعلم في ادارة المؤسسات أو يكونوا “أدوات دينية “للنظام السياسي . وإن كان لهم بالوقت عينه ، بصفتهم الشخصية ممارسة كل الحقوق السياسية من تصويت وانتخاب …الخ
وهذا منسجم مع جوهر العقيدة الإسلامية العامة المشتركة ، بالتفريق بين البعد الروحي الديني الثابت النهائي ، وبين التصرف الدنيوي السياسي المتغير تبعاً لحاجات الناس المتبدلة.
أتحدث بذلك انطلاقاً من كوني شخص مؤمن أعتز بهويتي الإنسانية الفرعية العلوية، وأحتكم للقانون والمواطنة كوني مواطن سوري .
وهذا لا يتنافى مع مطالبتي بوجود مرجعية روحية دينية للطائفة الإسلامية العلوية ، عبر مجلس مشيخة ، يُشرف على البعد الروحي الديني والاجتماعي العلوي وكذلك الاعتراف بالمذهب الإسلامي العلوي الجعفري ، و إحداث محكمة روحية للزواج والإرث …الخ وفق ذلك ، جنباً إلى جنب مع المحاكم الروحية لدى بقية الطوائف الأخرى ، اضافة لمطالبتي بقانون زواج مدني للسوريين والسوريات الراغبين من أبناء الطوائف بذلك .
هذا أمر والتعبير السياسي طائفياً ، أمر أخر ، باعتبار هذا الأخير يجعل ذلك مدخل لحالة محاصصة طائفية تذهب بالعلويين وبغيرهم ، وبالوطن السوري ، خاصة مع تنوع الرؤى والتوجهات السياسية داخل العلويين وغيرهم من أتباع المذاهب والطوائف والأديان الأخرى في سوريا .
فالدين مجاله المجتمع الأهلي وتعزيز القيم والبعد الروحي واالأخلاقي …الخ
والسياسة علم مجاله ادارة المؤسسات والدولة ، وتحقيق مصالح الناس ، فلكل منهما مجال مختلف عن الأخر ، وبنفس الوقت ينعكس عليه ايجاباً .
وهذه بزعمي العلمانية الحقّة المطلوبة في سوريا ، حيث تحافظ على كل من الأمرين كلٍ في مجاله دون طغيان في خدمة الفرد المؤمن أو غير المؤمن في سورياً متنوعة ، كما هي طبيعة الخلق : فلو أراد الله لجعل الناس أمة واحدة .
وأقول كما قال الشاعر السوري ميليغر قبل الميلاد :
(إذا كنتُ سورياً، فما العجبُ أيُّها الغريب؟
نحن نحيا في وطنٍ واحد هو العالم)
وكذلك قول الفيلسوف الإسلامي العلوي المُقدّس ، المكزون السنجاري :
” الأرض خيمتي وكل من عليها أهلي “