رسالة بخط يد الشيخ صالح العلي إلى إحسان بك الجابري متضمنة تفاصيل الوضع الاقتصادي والضريبي في سوريا وتصرف شركة ” الريجي ” تجاه مزارعي التبغ :
الشيخ صالح العلي مع بعض مواطنيه
نسخة طبق الأصل
900
معالي الأخ إحسان بك الجابري المحترم
سلام الله عليكم وبركاته أما بعد … من غرائب المصادفات أن أطّلع اليوم على كتاب الضائقة الاقتصادية السورية الذي وضعه البحّاثة منير بك الشريف في وقت جاءني فيه فريق من مختاري القرى يشكون من شدة وطئة الضرائب . بدل الطريق . الأغنام . الأعشار.ثم من التضييق عليهم في تحديد مساحات زراعة الدخان إلى حد أنقص من مجالهم الواسع في هذا المضمار وهم الذين أملوا بالحصول على قيمة المصدر يخففون به شعور النقمة الذي بدأ ينمو ويتزايد في نفوسهم قرأت ذلك الكتاب واستوقفتني فيه كلمة معالي لطفي بك الحفار رئيس اللجنة المالية في المجلس النيابي في توصيته جمهور المطالعين الاهتمام به والاستفادة منه و إني لأنتهز من هذا وسيلة وسيلة مستحبة لإرسال هذا الكتاب الخصوصي وشجعني عليه وجود منير بك بالقرب منكم يزيدكم تفصيلا ً فيما أورده في كتابه من العلاجات لتداوي علّة ضائقتنا الاقتصادية خاصة في وجوب تعديل نظام الضرائب تعديلاً عادلاً وليسمح لي الأخ الكريم أن أبعث بنفس الأسئلة التي تضمنها الكتاب ” ما معنى ضريبة الأراضي في سوريا وهي تؤخذ بنسبة قيمة الأرض زرعت أم لم تزرع . ما معنى ضريبة العشر التي أثلثت و أربعت ما معنى ضريبة الأغنام الباقية عندنا وليس لها أثر في العالم حتى نضطر بسبب وجودها إلى استيراد السمن والجبن الأجنبيين ما معنى ضريبة بدل الطريق وهي تؤخذ من الفلاحين الذين ضربوا بضريبتي الويركو والعشر هذه الأسئلة التي وجدتها في الكتاب وهي نفسها التي رددها المختارون ويرددها كل فرد بعد ما ضيقت علينا الضائقة تضييقاً عنيفاً وبقدر ما نشكر منير بك على كتابه نشكره مثل ذلك على إيراده خطاب دولة رئيس الوزراء في واحد وعشرين تموز 1937 في الكتاب فواجب الحكومة أن تفكر أبداً بسن التشريع المالي الصحيح وتوزيع الضرائب التوزيع العادل ليساهم كل فرد بتأدية ما عليه لخزانة الأمة في حدود طاقته وقدرته , وبعد هذا الذي ذكرته ألفت نظر معالي الأخ إلى الإرهاق الذي يلاقيه الناس من شركة الريجي في أدوار الزراعة حتى يصل المحصول إلى مستودعاتها وبأمل أن يكون لكتابي هذا تأثيره الفعال ولست في شك منه أرجو من الأخ الهمام أن يستعمل نفوذه الشخصي ومقامه الرسمي في مساعدة الزراع في هذه المنطقة وعلى الأخص فيما يتعلق في زراعة الدخان وصلته مع شركة الريجي التي تظن في نفسها الاستقلال المطلق فيعمل مستخدموها في إرهاق المزارعين إرهاقا أليما أخشى أن يؤل إلى الشعور العام بثقل وطئة الضرائب الكثيرة ولي رأي في هذا الصدد وأبديه وأراه جديرا بالتبني وهو ينحصر بالتخفيف عن عاتق المزارعين ما يشكون في أمورهم من شركة الريجي فإذا أدرك الشعب هذا الاهتمام من الحكومة في ناحية من نواحي حياتهم ومعاشهم لم يترددوا بالبذل لها بالصرف في سبيلها في الشؤن الأخرى ولا أجد بُدّاً من الإدلاء إلى معالي الأخ بضرورة تعديل موازنة الدخان بشكل ينشط من حال المزارعين الذين لم تعد لهم مواسمهم فائدة مثمرة واختم كتابي بمصافحتكم وتحيتكم تحية العروبة والإخاء ودمتم محترمين
12 ربيع الثاني 1357 المخلص صالح علي سلمان
* كان الشيخ يقوم بنسخ نسخة ثانية من أية رسالة يرسلها أو مكتوب يبعثه في سجل خاص محفوظ لديه .
إحسان بك الجابري