°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

سؤال استتبع رد

استاذ عيسى الغالي على قلبي
ممكن اعرف وجهة نظرك بهاد الكلام :

أﻛﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻏﺘﺼﺎﺏ ﻓﻜﺮﻱ ﺣﺪﺛﺖ ﺑﻌﻘﻮﻟﻨﺎ ﻫﻲ ﺇﻗﻨﺎﻋﻨﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺸﺠﺮَ ﻭﺍﻟﺤﺠَﺮ والرمال والحدود الوهمية ﻭﻃﻦ ، ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﺼﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﻷﻧﻨﺎ ﺑﻬﺬﺍ ﻧﺨﺪﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ، ﻭﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻤﻮﺕ ﻓﺪﺍﺀً ﻟﻸﺳﻼﻙ ﺍﻟﺸﺎﺋﻜﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﺳﻤﻬﺎ ﺳﺎﻳﻜﺲ وبيكو ، ﻭﺳﻤّﻮﺍ ﺍﻟﺤﻈﻴﺮﺓ ﺑﺪﺍﺧﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﻃﻦ !
وقاموا بإعطاء الأشخاص داخل الحظائر بطاقة الهوية والجنسية والقومية والعرق والنسل .. لكي يعرفوا الأشخاص تماما كما يصبغون الماشية لكي يعرفها أصحابها .. ومع أن هذه المسميات للتفرقة تجد الأشخاص يعتقدون أنهم مقدسون وذوو شأن وتاريخ عظيمين ؛ فتجد المصري يفتخر بتاريخ مزيف والسعودي والمغربي والجزائري وغيرهم . وكل منهم يقتل الآخر اذا عبر الصحاري إلى التراب المقدس
وأصبح قتل كل من يعبر الحدود الوهمية إلى التراب المقدس شرفا ووطنية عظيمة وموتا في سبيل الوطن (شهيد الوطن) وسينال الجنة.
وصرنا نجد الشعوب تتبادل الشتائم والكراهية والفرقة بالرغم من أن المسلمين أمة واحدة.
إتفاقية سايكس بيكو أدخلت الأمة في 100 سنة من التيه والضياع ، جعلت الولاء والبراء يعقد على قطعة أرضٍ مسيجة بسياج مشيك ، وخرقة ملونة بألوان ، من يملك ورقة تسمى “جنسية” هو أخي وصديقي ولو كان كافراً ، ومن هو خارج هذه الحدود الوهمية هو ألد أعدائي وخصامهم ولو كان مسلما.

أتخيل مشهدا في ذهني كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم واقفا بعز ، وشموخ ، يرمق جيشه ، وفيه العربي والأعجمي ، الأبيض والأسود ، فيه أبو بكر القرشي ، وسعد الأوسي ، وسلمان الفارسي ، وصهيب الرومي ، وأبو الذر الكناني ، وبلال الحبشي ، فيقول رسولنا صلى الله عليه وسلم : اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة ، فانصر الأنصار والمهاجرة.
فيرد جيشه صلى الله عليه وسلم قائلين : نحن الذين بايعوا محمدا ، على الجهاد ما بقينا أبدا.

وأتخيل ذاك القائد العسكري ذا الكرش المتدلي ، والكتوف المتهدلة يقف بتعجرف وعتاهية أمام جيشه ، وقد أُشرب الزقوم في بطنه ، صارخا بأعلى حسه : أيها العساكر ، النصر للوطنية ، قاتلوا من أجل هذه الدنيا ، حكموا القوانين الوضعية ، احموا الحدود الوهمية .. فيرد جيشه عليه : نموت نموت ويحيا الوطن !
ﺍلوطن اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻫو ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ و الإسلام ، ﺃﻳﻨﻤﺎ ﻭﺟِﺪ المسجد فوق أرض وتحت أي سماء

علي النعيمي

ردّي :

صديقي المحترم أستاذ علي : أتفهم الألم الذي أوصل لهذا القول . وهو ألم سببته ثقافة سخّرت الوطن لمصالح فئوية وزيّنت الموت بعقول الناس مرة بذريعة الوطن ومرة بذريعة الله أو الدين وفي كلا الحالين كان الأمر عبارة عن ثقافة قائمة على الولاء لفئة حاكمة لا تهتم ببناء وطن …
موضوعياً لا يمكن قياس عمل لفعل الخير إلا بوجود تحديد للمساحة التي نعمل بها وعليها ولها ، وهي في مكان ما بلدية ، وفي مكان ما محافظة، وفي تجانس بيئي إجتماعي أكبر هي وطن ، بحيث يتم تحديد نطاق فعالية المسؤول و المواطن وملكية الأرض… حتى نعرف من كل ما تقدم أين نحن وماذا يجب أن ننجز ونتثبت من تفاصيل الملكية دون أن يعني ذلك أن العالم ليس مساحة واحدة ومجتمع واحد بل حتى يكون التحديد شرط الوضوح وقابل للقياس والتحقق من نسب الإنجاز …. ذكرتني بحديث سابق جرى بيني وبين صديق أديب ومعارض سابق لنظام الأسد ، كان يقول لي أنا مع الإنسان في كل مكان !! فقلت له وهل من الضرورة أن يكون ذلك مدعاة لدعم الإنسان في نيكارغوا وترك جارك الإنسان جنب بيتك !؟ أم هي وسيلة للهروب من المسؤولية عبر طريقة غير تقليدية ?، تقطف الثمار وغير مستعد لسقاية الزرع !! ?
لذلك ترى الرسول الإنسان النبيل محمد عندما أسس حكومة المدينة أسس مجلس بلدي ” حكومة المدينة “من مختلف الانتماءات والأديان وقام بحفر الأبار وتعزيل الينابيع والعناية بأشجار النخيل … الخ
تحديد الحدود للوطن ولغيره، ليس المقصود الوقوف عنده، بل تبيان المساحة المراد العمل فيها والأشخاص المعنيون بهذا العمل ، ويبقى العالم هو مساحتنا المشتركة جميعاً وقد يكون الكون …
تفضل بقبول محبتي لمشاركتك اللطيفة

رد السيد علي النعيمي

والله اني اعزك واحبك في الله
بس انا صاير فيني شعرت بخيبة امل وقت كنت من اوائل المشاركين في المظاهرات الجامعية في حلب وبدنا دولة مدنية واصلاحات بتفاجأ اني عم دافع عم اتفاقية سايكس بيكو عن حدود رسمها الاستعمار ، من وقت بدأت ابحث عم معنى كلمة وطن ، من هون لازم ننطلق بثورتنا في عموم الوطن العربي من المحيط للخليج ( ثق تمام وقت بتكبر المطالب راح تنال نتائج شبه مرضية ) تقبل مروري … وكل عام وانت وشعب سوريا العظيم بالف خير

ردّي:

 

صديقي المحترم علي :ليس هنالك حدود في الأرض .. إلا صنعتها بهذا المعنى ، إتفاقية ضمنية أو معلنة عن صراع ما بمستوى ما.
وسايكس بيكو ساهمت بصياغات دول عدة بهذا الشأن ومن ضمنها تركيا، وهذا أمر ليس ميزة ولا عيب، لا يمكن للإنسان موضوعياً العمل بالفراغ بدون حدود ، عندما خرجت أنت في حلب وخرج سوريون كثر ، خرجوا لرفع سوية التّحضّر والتمدن ودولة القانون في مكان يخصهم بموجب القانون الدولي والجنسية السورية ، وليس من أجل سايكس بيكو أو غيره ، علينا أن لا نشطح كثيراً في مقاربات الحياة بمثالية الشعراء قاطفي الزهر. شمِّامي الورد ..
الحياة محتوى واقعي ، لا تصور طوباوي خيالي ، فمساهماتك في رفع سوية الحب والرعاية في هذا العالم تبدأ من زوجتك وأولادك ومحيطك المحدد…الخ وكذا الدول والمجتمعات ..
وبالمناسبة حتى إتفاقية سايكس بيكو لم تطبق بل خضعت لتعديلات جوهرية عندما برزت عوامل قوة.أعاقتها في بعض مناطق ، أرجو منكم صديقي النظر للخريطة الأصلية ومقارنتها بالواقع الآن .

27 حزيران 2017