°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

ما كتبه السيد فورد

ما كتبه السيد فورد” السفير الأمريكي الأسبق لدى سوريا “مؤخراً من ” إعترافات ” و ملاحظات بشأن الوضع السوري ، يُعزّز لدي الزعم بأن الساسة الغربيون كرجال دولة ، يحترمون مصالح دولهم ، لا يتقاعدون ..
بل تبدأ أعمال أخرى لديهم أكثر أهمية لدولهم في مرحلة “التقاعد ” ، حيث يستفيدون من فترة زمنية غير مُرتبطة رسمياً بمؤسسة الدولة ، يستفيدون منها بإعادة تسويق ما تمّ من قبلهم ، وتبرير ما يُزمع عمله من دولهم عبر ” إعترافات بأخطاء ” أُرتكبت أو يُمكن أن ” تُرتكب ” في سياسة دولهم…
” إعترافات ” مُوظفة بشكل جيد تُعيد دغدغة عواطف ” العامة ” لديهم ولدينا ، بحيث إذا غَفُل الواحد منا عن عقله في قراءة الواقع أمامه ، يتعاطف مباشرة مع هؤلاء الساسة ” المُتقاعدون ” الذي ينضحون إنسانية و ” شفافية ” وصدق ….الخ
لذلك أزعم أن قراءة مثل هذه ” الإعترافات بالأخطاء ” التي إرتكبوها أو ” الملاحظات ” على أداء الحكومة لديهم … إلخ
يجب أن تتم بعناية ، وبكذا مستوى ، قراءة لا تعتمد لا على حُسن النِّية ولا على سوئها ، بل تعتمد على ما يفعلون في واقعنا لا ما يقولونه فيه أو من أجله …
فالغرفتين العسكرتين الغربيتين ” الموك والموم ” اللتين أدارتا الصراع المُسلّح في سوريا لمصلحة ” الأسد الإبن ” وبطريقة غير تقليدية ، عزّزت لدى الجمهور القناعة أن ” نار الأسد الإبن – النظام – الدولة ” أفضل من ” جنة الإرهاب – المعارضة – التغيير ” فهاتين الغرفتين ساهمتا عملانياً وعن قرب بشكل رئيس بعدم سقوط الأسد الإبن كشخص …
مُترافقاً ذلك مع إسقاطهما الدولة والوطن والمجتمع السوري ، بإعتبار أن الأسد الإبن كشخص هو إمتداد سياسي مؤتمن للأسد الأب في إدارة ” الدولة ” السورية وعدم الإزعاج في أي ملف إقليمي ودولي ..
لذلك أزعم أن الأسد الإبن لم يكن ليجرؤ على التجديد لنفسه بعد 2011 عبر إنتخابات صورية، لم تجرِ إلا في بعض محافظات دون بعضها الأخر ، لم يكن ليجرؤ للتمديد لنفسه ، لولا كلام واضح وصريح وصادق ومباشر من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، يفيد بشكل لا لبس فيه دعمهما المُطلق له و أن بقاؤه مطلوب لهما لإعتبارات عِدّة من ضمنها أن هذا ” النظام – الأسد الإبن والأب ” يُزاوج بشكل مُلفت بين الشعارات الكبيرة العالية ، وبين الواقع السّيء لشعبه ، والجيد ل ” عدوه ” المُفترض : إسرائيل ” الصهيونية العالمية ” والولايات المتحدة ” الأمبريالية العالمية ..إلخ
وكذا غياب نخبة سياسية سورية مسؤولة تستطيع فهم لعبة صراع مصالح الأمم وقادرة على الإنخراط بها ..

20 حزيران 2017