بزعمي ” الإله التكنولوجي “يحل تدريجياً محل ” الإله الطبيعي ” في التّحكُّم بالبشر والحياة ، ليكون ” إله ” شديد العقاب وسريعه ، لا رحمة لديه . حيث القضاء على مفهوم الحريّة الواسع الذي منحه الثاني وإلغاء كل أدوات الوجود الادراكية واستبدالها ، حتى التّهكّم الذي يُمارسه بعض غير المؤمنين الآن بحق ” الله الطبيعي ” وملاحظاتهم عليه أو الكفر به ، ستكون ممنوعة عليهم بما يخص ” الإله التكنولوجي ” حيث الرقابة الصارمة والقسوة المفرطة والعقاب الجاهز وانعدام أي مساحة للعمل الحر بل للتفكير الحر ، وحيث إلغاء التنوع وبالتالي إلغاء الحياة بجوهرها . وأي مخالفة ستكون تحت طائلة الموت مباشرة وبدون تأجيل أو إنتظار يوم قيامة، يسمح ببارقة أمل لنجاة !
كون مُوحش أُستئنس سابقاً ليكون قابلاً للحياة بأمل في ظل ” إله طبيعي ” …سيجعله أحمق ما مهووس مُتحكّم ب ” الإله التكنولوجي ” … سيجعله كون أكثر بؤساً لوجود أكثر مأساويةً.