°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

الرغبة بالتغيير عامة ، واستبدال الراهن بالأفضل ، مهمة الخاصة .

السوريون كما بقية البشر يرغبون بالتغيير ، وبنفس الوقت يتفاوتون في تقبل دفع ثمن هذا التغيير . هذا الأمر في أحسن الأحوال . فما بالك بسوريا التي تخضع لنظام إدارة لم ينجح في بلورة تطور مقبول خلال عقود ، الثورة على نظام سائد كفكرة مُلهمة . عادة لا يتعدى أنصارها بين ثلاثة الى خمسة بالمائة من أي مجتمع … وإن خرج كثيرون ، ولكل منهم سبب مختلف للخروج ،ليس بالضرورة يتقاطع مع مفهوم الثورة … الطرف الفاعل في مواجهة النظام في سورياً” بالأغلب الأعم ” هو أهم عامل لجعل النظام يفوز عند أي خيار ، فهو طرف ذو خطاب بذيء و مُسف وليس له أي خبرة بإدارة الجموع ، أحادي ومتطرف ، يريد ازاحة الاسد الابن بسبب استبداده وفئويته وهو بنفس الوقت يُمارس هذه الفئوية والاستبدادية . طرف فاعل في مواجهة النظام ، جعلنا نتعرف لأول مرة بتاريخ سوريا على أخرين أكثر جرمية وسوءاً بالإدارة من “النظام ” فما بالك لدى تبني هذه المقارنة من قبل الجمهور العام، الذي لا يريد الانتقال لطور أُخر من الحياة السياسية في سوريا ! بسبب عدم إمكانيته أو عدم ثقته بالتغيير نحو الأفضل . أتفهم لحد بعيد موقفه ، في حلب ودمشق واللاذقية وطرطوس وغيرها .

الصراع الآن في سوريا بين طرفين مُتفقين على الشمولية وسرقة المال العام وتحريم العلمانية والديموقراطية . أحدهما يمتطي الدين والأخر يمتطي الوطن ، ومختلفين على من يقوم بذلك ، ليكون تصرفه الجرمي “شرعياً” !
المطلوب كان ، وما زال ، خارج هذين الخيارين المرّين . المطلوب خيار الحياة السياسية الطبيعية ودولة القانون والمواطنة ، لنكون على درب التمدّن الطويل …ووجود نخبة تفعل فعلها من أجل ذلك وتعطي للجمهور السوري أمل مختلف . وفي حال بقاء الخيارين المتاحين الآن أمام الجمهور السوري فأني أتفهم لحد بعيد ، تفضيل الناس ” النظام ” على الطرف الأخر ، ليس بسبب دعم الأول ولكن لدفع خطر وسوء الطرف الثاني ، الإصرار على التباري ب “الثورية” و” الوطنية “وتوصيف “جماعتنا” بالوطنية والثورية و” جماعتهم ” بالعمالة ، والهروب للإمام لا يُفيد ولا يُنتج أمر حسن .