محاولة تأسيس هوية جامعة، بالقدر الممكن والمتاح، عند الانتهاء من الإحتلال العثماني ومن ثم الانتداب الإفرانسي في بداية القرن الماضي ، عبر تبني العروبة أو الإسلام ،بنسبة ما ، تزيد هنا، وتنقص هناك … تمظهراتها الأرقى ، تعبيرات أيدلوجية سياسية حزبية .
لم تنجح في تشكيل هوية مشتركة في سوريا .
وحتى الآن لا تزال سوريا شتات إثني وديني ومناطقي . مجموع بشري محشور حشراً رغماً عنه في هذه المساحة المُسمّاة سوريا ، مجموع بشري غير متجانس ، ليس بينه رابط حقيقي واقعي ، بالأغلب الأعم ، رابط يمكن التعويل عليه لبناء دولة .
لذلك أزعم بضرورة عدم تجاوز ما نحن عليه واقعاً ، لما هو مأمول ، والعَملانية تقتضي منا ، البدء مما هو ممكن ومُتاح ، وما هو أكثر واقعية .
و أزعم أيضاً ، أن لدينا في سوريا تصورات مختلفة عن مصدر القانون وشكل الدولة والعلاقة مع الأخر ، داخلاً وخارجاً ، وعلاقة الدين بالدولة …الخ
وهذه أمور يجب أخذها بعين الاعتبار في شكل سوريا المستقبل ، التي أراها قائمة على الفيدرالية التي تمثل الثقافات المحلية ، والتصورات لكل من هذه المقاطعات في كل مسائل إدارة المكان المُشار إليها أنفاً ، ليكون لكل مقاطعة تعبيرات سياسية تُمثِّل سكانها ، في القيم والمناقب والتصورات …الخ تبدأ بها هذه المقاطعات درب التطور الذي تُريد .