°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

سؤال متكرر عند الحديث عن الوضع السياسي في سوريا ، اقتضى مني جواب :

‏سؤال و استفسار  متكرر بهذه الصيغة أو بشكل مقارب لها :

( تقريرك  هذا كتير منحاز و مبالغ  به  والمحزن هو انكم يا صديقي العزيز تحللون في النتائج دون اي ذكر للاسباب التي اوصلت سوريا الى هذا الوضع الصعب وتصرون اصرار عجيب على ان السيد الرئيس لاشعبية له ولا لقرارات حكومته وفي هذا تجني كبير على الحقيقة ) ؟

جوابي هو التالي :

ليس من الممكن في كل بوست ، أن يتم الحديث بكل شيء ، فهذا أمر غير ممكن واقعياً ..

نعم هناك عدة أسباب لما آل اليه وضع سوريا ، منها على سبيل المثال :

1- غياب حد أدنى من الثقافة السورية المتمدنة المشتركة

2-غياب مفهوم المؤسسات في الادارة من أسفلها الى أعلاها .

3- فشل الادارة للأسد الأب والابن في بلورة ادارة سوريّة رشيدة للدولة ، والاستثمار في التناقضات المجتمعية بدلاً من أن تُفعّل المشترك فيها لايجاد تناغم وغنى مجتمعي .

4- سرقة الثروات العامة والاستئثار بها من قبل رأس الدولة والحاشية المحيطة به ، وما تبقى من فتات يتم سرقته ممن تبقى من موظفي الادارة حتى المرتبة الدنيا ، والبلاد متروكة بالمعنى الحرفي للكلمة .

5- عدم وجود نظام تعليمي أو تربية او أحزاب أو حياة سياسية حقيقية ولو بحد أدنى .

6- اطلاق سراح قادة فصائل الارهاب بموجب مراسيم عفو للاستثمار في الارهاب عبر ثنائية : الدولة بمواجهة الارهاب ، وبنفس الوقت قتل المعارضين السلميين وعدم السماح برأي واحد مختلف بأي منبر عام ، رغم أن المنابر العامة منابر من حق السوريين كل السوريين .

7- فتح البلاد لتكون ساحة للعنف العالمي والاستثمار في ذلك مع الجميع خاصة مع تركيا والصين وروسيا و ايران واسرائيل وعلى حساب المصلحة الوطنية السورية والدم السوري والثروة السورية ، فقط لضمان البقاء في الكرسي بدون أي برنامج عمل .

8- عدم القيام بأي اصلاح ولو وهمي منذ خمسين سنة وكذلك عدم المبادرة لتنفيذ أي مطلب شعبي اصلاحي منذ 2011 و ” تناحة ” عبر موقف ” جِقِر “ بشكل غير مفهوم ولا مبرر .

9- هذا ( البشّار من بشارياتنا نحن ) فهو رمز للثقافة التي تقدم ذكرها ويُفعلها ويستثمر بها ولا يقوم بأي إجراء جدي واقعي قانوني لفتح الطريق أمام المجتمع السوري نحو التّمدّن .

10 – وجود ثقافة تطرّف تمّت بسبب غياب الحياة السياسية وادخال الأمن والجيش والدين بالسياسة بما في ذلك التأسيس للتطرف عبر معاهد الأسد لتحفيظ القرآن التي أسسها بتكليف من الأسد الأب ، السلفي المتطرف عبد الله علوش والد الارهابي زهران علوش في 1985 بداية في دوما ..

11- لا يمكن حصر الأسباب جميعها و هي بكل تأكيد ليست كلها نتاج شخص مهما بلغ من الصلاحية ، بيد أنني دائماً أتناول الأمر ليس من زاوية علم الاجتماع وعلم النفس ….. والحكايا والمحبة والكراهية ….الخ بل من خلال القانون والسياسة وعبر مفهوم ثابت هو : (الصلاحية تُوجب المسؤولية ) وهو أمر يعني حتى مع فرض عدم وجود أي مسؤولية واقعية للاسد الابن وأن سوريا مزرعة فيها مدجنة صيصان ورث ملكيتها عن أبيه ، ومات من الصيصان البالغ عددهم 25 مليون صوص ليس بسبب منه بل من الأخرين …!رغم حرصه …. مات حوالي مليون ونصف مليون صوص وهرب ثلثي الرقم الكلي ومن بقي داخل المدجنة بقي بدون أكل ولا خدمات ….وكان الشخص المفترض فيه محاسبته هو أبوه وليس القانون وأنت أمه ، فهل تظنين أن من الحكمة أن يُبقيه أبوه أو أنت كأم …كشخص يمكن الطمأنينة لادارته المدجنة !؟

فما بالك أن سوريا هي بلد وليست مزرعة ولا مدجنة وهو موظف بمرتبة رئيس وقد عُدّل الدستور ليلائم سنه و ليرث الحكم عن أبيه في بلد جمهوري ….وهو مُطلق أغلب قادة الفصائل الارهابية بموجب مراسيم عفو وكذلك تنازل عن مجمل المرافق العامة السورية التي بنيت من فُتات ما تبقى من سرقات المال العام ، تنازل عنها لروسيا ايران و تركيا …الخ ، رغم أنها ملكية مشتركة سوريّة …..!

ومضى على حكمه عشرين سنة بدون انجاز مقارنه بدول مستواها كان أقل بكثير من سوريا عند استلامه أو استلام أبيه الحكم .!

نعم لدى الاسد الابن شعبية ، فلا أحد بهذا العالم ليس لديه معجبين سواء الشيطان أو هتلر أو كائناً من كان الشخص …

ومن أجل معرفة حجمها ، هل هي عشرة أشخاص أو عشرة ملايين أو خمسة عشرة أو خمس وعشرين …الخ ؟

لا بد من إجراء انتخابات بحد أدنى من الشفافية وهو أمر لم يفعله ، بل رشّح نفسه وحيداً مع اثنين هو اختارهما خلافاً للقانون ، لا تنطبق عليهما صفات المُرشَّح وفق قانون الانتخاب والمواد الدستورية التي وضعها هو في الدستور الذي وضعه هو قبلاً بنفسه ، ولم يقم بأي مناظرة معهم ولا بأي بيان ولا برنامج انتخابي ..…

بل عمد الى تحديد شروط التّرشّح بموجب الدستور الذي فصّله على قياسه بشكل يتضح منه لون عينيه ونمرة رجله ولون ملابسه واسمه تقريباً بدون اعلان وبشكل مبطن ولكنه معروف للجميع بما فيهم أنتِ ، ومع كل ما تقدم ولمعرفته حجم شعبيته غير المؤهلة للفوز ، عمد الأسد الابن الى التزوير عبر جعل الجيش وقوى الأمن ينتخبون ولم يقم بتحديد الموطن الانتخابي للمُنْتَخِب من أجل مزيد من الفوضى وتمييع المشهد …

لذلك رأينا بالصوت والصورة والاسم الثلاثي أشخاص عديدون يقومون بالتصويت عدة مرات وفي عدة أماكن ، أو افراد من الجيش أوموظفي صندوق يقومون بتعبئة اوراق انتخاب : ” نعم ” لصالحه ..

وكذلك لا أحد كان حاضراً على فرز الاصوات المفترض ، ومع ذلك وبعد عشرين سنة أصّر على وضع نسبة 95٫1% وهي نسبة لا يحصل عليها الرب – الله الخالق جل جلاله من الخلق الذين خلقهم !. في حال تم إجراء استفتاء حر على ذلك !.