عندما لا يُوجد تحدّيات حقيقية و مختلفة مع الوقت ، تحدّيات ناتجة عن عملية التنمية والتطوير ، يُدار المجتمع السوري عبر اللعب بالتناقضات المجتمعية وكذا خلق العداوات المُفترضة ، أو التناغم مع العداوات الموجودة ، مرّة إسرائيل ومرة الإرهاب ، والإلهاء بالحاجات المعيشية البسيطة عند الضرورة لهذا الإلهاء أو ك ” فركة إدن ” و ل ” التربية“، من قبيل الماء والكهرباء والغاز المازوت …الخ
لنُلقي نظرة بسيطة على إدارة سوريا من قبل الأسد الأب و الإبن ، خلال الخمسين سنة من حكمهما ونقارنها بالدول ” الرجعية ” مثل دول الخليج التي خَطَت خطوات فيالتنمية مقارنة بسوريا وهذه الدول ، وكيفت كانت ، وبين سوريا وهذه الدول ، وأين أصبحت ، مقارنة باردة بدون حماس البلاغة ، خاصة لجهة التوريث بنظام جمهوري و” التّعييب ” على نظام ملكي أو أميري ، وكذا سرقة الثروات العامة من نفط وغاز وخليوي …. الخ ووضعه بإسم شخص رأس الدولة وأسرته …
بل لنُقارن البيئة والتنمية البشرية ومستوى الحياة للأراضي السورية المحتلة فيالجولان بظل الإحتلال الإسرائيلي ، أو أراضي سوريا الشمالية بظل الإحتلال التركي ! وبين سوريا بظل هذا ” النظام الوطني “ ، وقياس ذلك بينهم، أيضاً بلغة باردة بعيداً عن مفردات الحماسة ، حتى نُدرك بألم وحرقة كيف عشنا بظل ” القيادة الحكيمة و الشجاعة ” وكيف عاش الأخرون ، وبعضنا، ونحن ، في ظل الإحتلال ، أهناك أشد ألماً من ذلك …
الأسئلة البسيطة مهمة لمعرفة واقع سوريا في ظل ” القيادة الحكيمة ” – وبإعتبار كل سوريا. فساد وفاسدين والله يعين السيد الرئيس ….
من قبيل : لماذا مردود الخليوي كاملاً للأسد الإبن ، ووفق المعلن بإسم ابن خاله ؟
هل لنا أن نعرف راتب السيد رئيس الجمهورية. ومقدار ثروته الشخصية عملاً بمبدأ ” الشفافية ” الذي جاء هو به ؟
ما هو حجم صادراتنا من النفط والغاز و الفوسفات …الخ
خاصة من حقول النفط والغاز والفوسفات التي سمعنا بها أول مرة لدى إحتلالها من ” داعش ” ومقتل أبناءنا السوريين لإسترجاعها ؟
لماذا كل مواقع المسؤولية ، خاصة ذات المردود المالي ، بيد أقرباء له ولا جهة رقابية عليهم من قبيل الموانئ والجمارك ومؤسسة التبغ ” النفط الأخضر “..الخ ؟
الإجابة على هذه الأسئلة مُلحة ، قبل أو مع ، السعي الى ” الوحدة العربية ” وبناء ” الأمة الإسلامية ” و الانخراط في ” محور والمقاومة والممانعة والتحالف الدولي ضد الإمبريالية والصهيونية و الاستعمار والرجعية العربية “.
وبكل تأكيد الإجابة أهم من العناية التي يُوليها ” سيد الوطن “في لقاءاته على وسائل الإعلام الغربية …الخ
هذه الأسئلة البسيطة ، مهم الإجابة عليها بنفس أهمية مكافحة الإرهاب والتطرف الذي تمّ ويتم برعاية الأسد الأب والابن عبر معاهد الأسد لتحفيظ القرأن .
الإرهاب الذي يقتلنا كسوريين جميعاً بمعزل عن موقفنا السياسي ، وبالوقت عينه يتناغم مع الأسد الابن ، ف” يُبيّض ” صفحته ، ويُبرر له استمرار ما ذكرناه أنفاً من سرقة الثروات العامة السورية بدون وجه حق ، كما فعل الإحتلال الإسرائيلي في الجولان ، بنفس السياق في التبرير الموضوعي لبقاء أب وإبنه بالسلطة بحجة محاربتها خمسين سنة ، لم يُحررا خلالها متراً واحداً ، رغم أن الميزانية العامة السورية وفق ما هو مطروح ، بنسبة 75 % كانت مخصصة للجيش والقوات المسلحة..!
في حين الدول ” الرجعية” استرجعت أراضيها كسيناء ووادي عربة …
مرة أخرى أُعيد هنا ، بعد مقتل مليون شخص ع الأقل وتهجير ثلثي السكان داخلاً وخارجاً وحوالي ثلاثة ملايين مُعاق كما ورد بتقرير دولي أخير ، ومئات ألاف الأرامل واليتامى والمفقودين في بلد تعداده ثلاث وعشرون مليون نسمة ..
لنعتبر ما جرى تمّ في ” مدجنة ” وليس في بلد يحوي بشر ، بل والمدجنة ملك أبيه ،
ونحن أبوه !
فهل نُبقيه ؟
إذا لم يكن بسبب المسؤولية الجرمية المباشرة أو غير المباشرة. فعلى الأقل ل ” الغفلة “وعدم الأهلية ..!
نعم أؤكد دائماً أن عُمق الكارثة السورية ، عمق ثقافي ، بيد أن تفعيل هذه الكارثة هو تفعيل سياسي و” بحصة ” التفعيل الأساس تلك هي الأسد الإبن ، وبقاؤه هو سبب مباشر لإنتاج هذا الموت والخراب . وكذا هو مصلحة دولية وإقليمية خاصة لإسرائيل وإيران وتركيا ، وبالأخص للولايات المتحدة الأمريكية ، وذهابه مصلحة سوريّة بالصميم ، و وفق كل الهويات الفرعية المتضمنة بكلمة ” سوريّة ” خاصة الهوية الفرعية العلوية ضمناً
ذهاب الأسد الإبن ، بداية لا بد منها ، ولا يعني ذلك بنفس الوقت ، أن ذهابه قد يُفضي لحل قريب ، بل لحل أصلاً ، كون ذلك رهن الخطوة التالية . لأن حجم الكارثة السورية التي هي بمرتكزها الداخلي ناتجة عن خمسين سنة من إدارة غير مسؤولة للدولةومواردها وضمناً ثمان سنوات أخيرة ، كان الهاجس فيها السلطة ، ولا. شيء غيرالكرسي …
فعلاً كما قال كونفشيوس ” إذا صَلُحَ القائد ، فمن يجرؤ على الفساد “. !