هناك محاولة جدّية تجري بين جناحي الإسلام السياسي في سوريا :
تنظيم الأسد الإسلامي ، و تنظيم ” الإخوان المسلمين ” الاسلامي .
للتوصّل ل ” حكومة وحدة وطنية “ بصلاحيات أوسع للحكومة، وبشكل أرقى وأوضح مما جرى من صلح بين الجناحين بعد حوادث الثمانينات ، تفاهم تمّ حينه كان ضحيته جمهور و فقراء الطرفين .
يرتكز تنظيم الأسد الابن ، القليل العدد ، في معادلة التفاهم الجديد ، لمفاهيم القومية والوطنية والمقاومة ،المخلوطة جميعاً بالبُعد الديني وبشكل مكثف ، ويعتبر نفسه ممثل شرعي ووحيد لهذا التيار المؤمن بذلك.
وتنظيم ” الاخوان المسلمين “، القليل العدد ، يعتبر نفسه ممثل شرعي ووحيد للإسلام وتراثه الغني المتنوع ولجمهوره …
المدخل المراد لفرض هذه الصيغة من خلاله ، هو التفاهم الروسي -التركي و اللجنة الدستورية، المُطالب بها قبلاً كجزء من عملية الانتقال السياسي ، والمراد لها الآن ان تكون مدخل ل ” حكومة وحدة وطنية ” وليس لهيئة حكم انتقالي وفق مرجعية جينيف .
حصة تنظيم الأسد الابن الاسلامي ، والغلبة ب ” حكومة الوحدة الوطنية” هذه ستكون من نصيب الاسد الابن ، بسبب سحب الأسد الابن للبساط بأغلبه من تحت تنظيم الإخوان ، بقوانين وإجراءات ادارية ونشاطات دينية يرعاها وجماعات دينية يدعمها وبشكل دؤوب..الخ قام الأسد الابن ” العَلمَاني ” من خلالها بإسباغ الصفة الدينية على الدولة السورية ومجمل نشاطها
( في الوقت عينه الذي قامت به السعودية ممثلة بالأمير محمد بن سلمان ، بحركة تصحيحية ، تُشكّل ثورة غير مسبوقة في تاريخ السعودية والمنطقة من هذه الناحية )
في حين يبدو تنظيم الإخوان أقل ” إسلامية ” من نظام الأسد بعد قيام الأسد الابن بأسلمة الدولة والمجتمع بشكل شبه كامل ومعلن ، كما سلف.
الكارثة السورية المستمرة وضرورة وقفها ستكون ” كلمة الحق ” التي يُراد من خلالها بناء باطل ” حكومة الوحدة الوطنية “.!
من المهم قراءة من تقدّم بعين باردة خارج إعطاء صفة التفاضل الأخلاقي أو العقدي للمصطلحات والمفردات أعلاه .