°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

التّغيير السياسي يجب أن يكون مدخلاً لتغيير ثقافي عام وهائل في سوريا يدعم ذهاب المنظومة كاملة .

بزعمي أن المسألة في سوريا ليست مسألة وجود شخص من عدمه ، حتى يتم بإزاحته ، باعتباره شخصاً بالمعنى الشخصي البسيط والساذج ، حل كل مشاكلنا ….

فهذا أمر غير حقيقي و غير صحيح و طفولي  ..

وبطبيعة الحال لن يساعد بالحل أيضاً ، ذهاب الشخص ، والإتيان بشخص أخر ، مهما كان عظيماً ومهماً وضرورياً، ليكون ذلك حل وتثبيت للحل والانتقال الى حياة طبيعية بالنسبة لسوريا ….

يرتبط ذكر الأسد الابن بالدرجة الأولى ” على الأقل بالنسبة لي ” بكونه رمز قانوني سياسي ، بالمعنى التقني والحرفي، ورمز لمنظومة ” ثقافية ” كاملة وطغمة متنوعة بكل معاني التنوع ، لها بُِعد عسكري اقتصادي و ديني عابرين ، وليس باعتباره شخصاً فرداً طبيعياً أو كونه أبا أو إبناً لفلان أو كونه صديقاً أو زوجاً …الخ

فالأمر الشخصي ليس له محل بالنقاش السياسي، ولا يليق الخلط بين الأمرين ، وإنما ذكره بالإسم يكون بالاعتبار القانوني والسياسي والصلاحيات الدستورية له ومعه وبه ، وبكونه شخصية سياسية عامة وليس باعتباره شخصاً ، مُطلق شخص عادي ، يعيش حياته العادية ، غير المؤثرة بالناس ….الخ وعندما يتم تحميله المسؤولية يتم تحميله المسؤولية القانونية الدستورية السياسية وفق مفهوم فقهي قانوني دستوري سياسي ، إذ تُعتبر الصلاحية القانونية الدستورية السياسية موجبة للمسؤولية القانونية الدستورية السياسية .

في حين أنّ المسؤولية الواقعية لا يمكن أن تكون ناتجة عن شخص بمفرده، ولا يمكن لشخص مهما بلغ من السوء أو الخير ، أن يتحمل كامل المسؤولية عن كل شيء !.

فلا شخص كُلّي القدرة . في مستويات ثِقل القرار المتخذ .

ومن هنا يجب فهم ذكر الأسد الابن في معرض الحديث السياسي الذي يجري ، من حيث كل قرار يتم من قبله ، هو مُحصّلة تنازع وتوازن قوى وعوامل وكتل ومنظومات إقتصادية وعائلية والبنى الحزبية والعسكرية والدينية ….الخ التي يمثلها ويعبر عنها ثقافياً وقانونياً وسياسياً .

لذلك فإذا لم يتم استبدال الثقافة السائدة ، خاصة ببعدها السياسي، بثقافة أخرى تنتمي للحداثة ، وإذا لم يكن التغيير السياسي المأمول مدخلاً لتغيير ثقافي ، بالمعنى العام للكلمة ، وفِي كل مناحي الحياة السوريّة ، بما فيها الحياة السياسية ، فكل حديث عن التغيير سيكون ناقصاً .

فسنكون مرة أخرى أمام“ أسد ” آخر بمعنى ما ، من عائلة أخرى أو طائفة أو إثنية أخرى أو حزب أخر ، وبنفس الوقت أمام ذات العمق الثقافي الذي لا يحترم الحياة الطبيعية ، وسيكون رمزاً شخصياً لذات المنظومة التي أشرت إليها آنفاً ….

ولعل الأخطر في كل هذه الثقافة السائدة ، أنها تضم أشخاصاً يعملون بخبث وبصمت وبدون ضجة مُقدّمين رمز ثقافتهم المُعلن كضحية عند أي تغيير ، كضمانة لبقائهم عابرين للعهد الذي يلي وبدون ضجة وبأكبر كمية من تاريخ “نظيف ” .