°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

تفجيرات مدينة جبلة

المُلفت إن التفجيرات الارهابية التي وقعت في مدينتي ” جبله ” هي من ضمن سلسلة الارهاب بشقّيه : ” الديكتاتوري والمتطرف ” الذي يحصد أرواح السوريين وممتلكاتهم منذ ست سنوات , إرهاب يقوم به طرفين يُفترض أنهما مُختلفين جوهرياً وعلناً , إختلاف يجعل السوريين في المرمى الدائم لنشاط كل منهما الجهادي – الوطني , و واقع الأمر ” الذي هو أصدق إنباء من الكتب والتلفزيون ” يُفيد أن الأمكنة الوحيدة والأشخاص الوحيدون رمزي هذا الجهاد لم تُطلق عليهما رصاصة واحدة منذ بدء ” الثورة – الأزمة ” ! حيث يُطلق كل من هذين ” الرمزين ” النار ويُمارس القتل في حق ” حاضنة ” الطرف الأخر المُفترضة منه ! ويُهلل سوريون مقهورين بدون عقل لهذا القتل في كل جانب !
حيث تُقصف مدن كاملة …ويُعلل ذلك بضرورة محاربة ” الارهاب – النظام الكافر ” في حين مقر استثمار وإدارة كل منهما لم تُطلق عليه رصاصة واحدة في حقول النفط والغاز حيث تقوم داعش باستخراج النفظ والغاز عبر موظفين يقبضون رواتبهم من دمشق, بل وتُصدّر منتجاتها ! وتحصل على الريع وتشتري أسلحة ! وهي المُحاطة بـقوات ” نظام ” ضد الارهاب وبقواعد روسية وايرانية وأميركية وتركية .. الخ وبدول جميعاً ضد الارهاب وتُحاربه !
وكذا مقر إدارة الديكتاتورية في دمشق المٌحاط بفصائل ” جهادية ” كان قادتها يعتبرون الديموقراطية حرام وضرورة قتل ” النصيرية ” الكفار في المساء , ثم يقومون صباحاً بقصف دمشق ” السنية ” بالهاون , في حين مقر ” رمز النصيريين ” المزعوم على مرمى حجر منهم ولا يقصوفونه ! بل يستهدفون ” الحواضن ” !
في تكرار مُمل ومُميت لتلك اللعبة القديمة الجديدة بين تداعيات مفهومي ” الله ” و” الشيطان ” تلك ” الثقافة ” التي ظهّرها واستخدمها بشكل جلي ” معاوية ” وطبقها وحصد نتائجها الأسد الأب والابن, لذلك فأني أرى كــ ” طفل ” لا يُحب الثقافة ” المُضللة ” أن لا نكتفي كسوريين باعتبار أنفسنا من ” جماعة ” أحدهما ونهلل لقتل الأخر من ” الجماعة ” الأخرى , بل أن يدعو كل منا ” رمزه ” الخاص , لضرورة ضرب ” رأس الأفعى ” في الجماعة الأخرى , والتوقف عن ضرب ” الحواضن ” فذلك هو الحسم الذي يُحقق النصر المرّوج من كل منهما على الأخر وبشكل نهائي ..
والسبب المُقترح من قبلي في تعليل ذلك , أن رمزي الجهاد الوطني والديني” سيد الوطن ” و” الخليفة أمير المؤمنين ” , على الأقل كما يقولان , هما عدوّان !
وحتى يتبين الغَي من الرشد ! فنعرف عقلاُ هل هما من جماعتين مختلفتين أم هما من جماعة واحدة هي جماعة القتل .. فذلك بالضرورة سيجعلنا نعرف هل نحن كسوريين جماعيتن لكل منهما !
أم نحن جماعة واحدة هي جماعة المقتولين ! ….

5 كانون الثاني 2017