Issa Ibrahim
10 ديسمبر، الساعة 03:00 م ·
عقدة المنشار في كل الحل السياسي السوري ، خاصة بوجود قرار أممي بإعتماد هيئة حكم إنتقالية كاملة الصلاحية تحظى برضى الطرفين بمعناه التوافق بين السوريين كرؤي سياسية متباينة ….الخ
عقدة المنشار هي الأسد الإبن كشخص وليس كتوجه سياسي مُدعى به من قبله أمام الجمهور على التلفزيون الرسمي والخطاب العام المُعلن منه وله .
فالوفد القادم من دمشق هو وفد يُدافع بشكل مستميت عن الأسد الإبن كشخص وليس كأمين عام لحزب البعث العربي الإشتراكي الحاكم ، ففي ذلك يمكن للأسد الإبن بهذه الصفة إشراك أي مسؤول حزبي كبير من حزبه .
وكذلك ليس بصفته رئيس جمهورية فيمكنه عند ذلك ترشيح أحد ممن يشغل نائب لهذا المنصب لديه .
ولا بإعتباره قائد عام للجيش والقوّات المسلحة فيمكنه تقديم ضابط كبير لديه من أجل شراكة هيئة الحكم الإنتقالية .
ولا حتى بإعتباره عَلمَاني فيمكنه تقديم شخص عَلمَاني للشراكة في هيئة الحكم الإنتقالية كاملة الصلاحية .
وإذا إعتبره بعضهم كعلوي فيمكنه إقتراح علوي مقبول لديه للشراكة في تلك الهيئة المشتركة للحكم الإنتقالي .
وإذا إعتبر نفسه يُدافع عن مواليه كل مواليه ، الذين قدموا أولادهم ودمائهم من أجله ، يمكنه ترشيح أحد منهم عن هذه الفئة لهيئة الحكم الإنتقالية كاملة الصلاحية المشتركة من كل التوجهات السياسية ، سمِّها ما شئت ” موالاة ” و ” معارضة ” و” مجتمع مدني ” …. الخ
كل ما تقدم يُوضّح أن الحل السياسي الذي يُوقف القتل وسفك الدم السوري من كل طرف مرهون تطبيقه ليس بعدم تمثيل أو إستبعاد أحد . بل هو حل موقوف من قبل الوفد القادم من دمشق ليس بإعتباره وفد نظام سياسي ولا وفد موالاة ولا وفد وطني ولا وفد حزب البعث العربي الإشتراكي ولا وفد الدولة السورية ولا وفد الحكومة السورية … بل هو – تبعاً لهاجسه الأوحد – هو وفد الأسد الإبن يدافع في كل موقف سواء مثلاً في موضوع جرائم الحرب من كل الأطراف ! وكذلك في هيكلية هيئة الحكم الإنتقالية … الخ …
يُدافع عن الأسد الإبن كشخص وكفرد بشكل واضح ويحاول تلبيس هذا الدفاع بإمتطاء المفاهيم السابقة المذكورة وسرعان ما ينكشف الهاجس بعدم طرح أي شخص أو مطلب خارجه كشخص و كفرد .
من المهم كسوريين أن نعي هذه الحقيقة وهذا الواقع التفاوضي ، خاصة لجهة ” الموالاة ” حتى يعرفوا أن تضحياتهم المُفترضة منهم من أجل الوطن الذي يعتبرون شخص الأسد الإبن مؤتمن عليه ، تضحيات تذهب بمآلات الأمور وبسبب الطبيعة الفردية والهاجس السلطوي لشخص الأسد الإبن وخطابه غير المُعلن …
تضحيات تدهب لبازار سياسي يقوم به وفد الأسد الإبن في جنيف لبقاء شخص الأسد الإبن كشخص وكفرد أولاً وثانيا وثالثاً وليس كصفة إعتبارية تُمثِّل إعتبار وإحترام لدى ” الموالين “.
هذا الأمر واضح لدى الجميع من حوالي خمس سنوات ، تاريخ القرار الدولي حول تشكيل هيئة الحكم الإنتقالية كاملة الصلاحية التي تحظى برضى الطرفين ، و واضح عند الأسد الإبن أكثر من غيره وغائب لدى ” الموالين” قبل غيرهم .
وكل ما يجري في سوريا مُحَمَّل بشكل خبيث ودموي على عقدة المنشار هذه التي لأطراف اقليمية ودولية كثيرة ، مصلحة مع وعلى الأسد الإبن، الذي أصبح مسمار جحا في القلب السوري .