°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
الصحة والتطوير الذاتي
2

كيف نُكوّن انطباعاتنا عن الآخرين

خلال تعاملنا مع الآخرين في مجال العمل( أو في أي مجال أخر ) نقوم بإدراك تصرفاتهم وتكوين الانطباعات عنهم

وتقودنا هذه الانطباعات إلى افتراض أسباب معينة لتصرفاتهم , تجعلنا نتنبأ بالطريقة التي سيتصرفون بها في المستقبل , هلالانطباعات التي نكونها عن الآخرين انطباعات صحيحة أم خاطئة ؟ يصعب الإجابة عن هذا السؤال لأننا لا نملك معايير موضوعية تحدد لناما هو الانطباع الصحيح وما هو الانطباع الخاطيء . إلا أننا نستطيع أن نؤكد بأن انطباعاتنا عن الآخرين تتأثر إلى حد كبير بالعديد منالعوامل الذاتية كالميول والمشاعر والقيم والأفكار المسبقة …. وكذلك تتأثر بانطباعاتنا نحن عن أنفسنا .

1- سلوك الآخرين وانطباعاتنا عنهم :

الواقع أننا نكون انطباعاتنا عن الآخرين من خلال مؤشرات تتعلق بسلوكهم بمواقف معينة . أما المعلومات التي تنقصنا عنهم فأننا نميل إلىأن نضيفها من عندنا في النهاية على تكوين انطباع عام عن هولاء الآخرين .

ولكي نجنب أنفسنا بذل الجهد الكافي لجمع المعلومات عن الآخرين فأننا نكتفي بالقليل من هذه المعلومات ونقوم باستخلاص معلومات أخرىعن طريق الاستنتاج الشخصي لنصل في النهاية إلى تكوين الانطباع عن شخص أخر , هذا الانطباع الذي يساعدنا في التعامل معه , فبالاستناد إلى هذه الانطباعات الأولية نبني أحكاما عن الآخرين التي غالبا ما تكون متسرعة وخاطئة ومع ذلك فإن هذه الأحكام تتميز غالبابالثبات ومقاومة التغيير .

2- الصفات الشخصية للآخرين وانطباعاتنا عنهم :

من الثابت أن الانطباع الذي نكونه عن شخص أخر لا ينشأ نتيجة جمع بسيط لصفاته الايجابية والسلبية بل أن علاقة هذه الصفات ببعضهاالبعض هي التي تحدد الانطباع بحيث أن أي تغيير في أية صفة من هذه الصفات قد يؤدي إلى تعديل مجمل الانطباع فقد أعطى أحدالباحثين ( 1946 SCH) مجموعة من الأشخاص لائحة تتضمن الصفات الآتية عن شخص معين .. ” ذكي , لبق , ماهر , دافيء مصمم , عملي حذر ” .. كما أعطى مجموعة أخرى من الأشخاص اللائحة نفسها مستبدلا فقط كلمةدافيءبكلمةباردوطلب إلى كل مجموعةبأن تعبر عن انطباعاتهم عن الشخص الموصوف . . وقد ظهر أن انطباعات كل مجموعة تختلف اختلافا تاما عن انطباعات الأخرى فالمجموعةالأولى ( حيث توجد في لائحتها كلمة دافيء ) تحدثت عن شخص كريم ومرح وعفوي في حين تحدثت المجموعة ( حيث توجد كلمة في لائحتهاكلمة بارد ) عن شخص أناني , ونلاحظ إذاً أن استبدال صفة واحدة فقط أدى إلى تعديل هام في الانطباع العام . . . فانطباعاتنا عندالآخرين تتأثر إلى حد كبير ببعض صفاتهم الشخصية التي نعلق عليها أهمية خاصة .

3- أحكامنا المسبقة وانطباعاتنا عن الآخرين :

تتأثر انطباعاتنا عن الآخرين في أغلب الأحيان بأحكامنا المسبقة فكل منا يحمل في ذهنه أحكاما مسبقة , أي هذه الأحكام الايجابية أوالسلبية الراسخة في أذهاننا حول مهنة معينة أو مركز وظيفي معين أو جماعة معينة أو شخص ما , ولا شك أن هذه الأحكام المسبقة تؤثرتأثيرا كبيرا على الانطباعات التي نكونها عن الآخرين الذين يحتلون هذه المراكز أو ينتمون إلى هذه المهنة أو هذه الجماعة أو يشبهون أو لهمصلة قرابة بهذا الشخص .

4- انتماؤنا الاجتماعي وانطباعاتنا عن الآخرين :

يؤثر انتماؤنا إلى جماعة كشعب أو أسرة أو جماعة مهنية معينة على إدراكنا الفردي للجماعات الأخرى . فنحن نقوم بتقييم الجماعاتالأخرى مت أثرين بالمعلومات التي نقلتها إلينا عنهم الجماعة التي ننتمي إليها ويتولد لدينا عم هذا الطريق مدركات ثابتة عن هذه الجماعاتالأخرى ندعوها بالقوالب المنمطة أو الجاهزة Stereotypes

5- صورتنا عن أنفسنا وانطباعاتنا عن الآخرين :

تتأثر انطباعاتنا الايجابية والسلبية عن الآخرين بصورتنا نحن عن أنفسنا , فالصورة الايجابية عن أنفسنا قد تفسح في المجال لواحد مناحتمالين :

أما أن نسقط وتعمم هذه الصورة عن الآخرين فنكون انطباعا ايجابيا عنهم على وجه الأجمال .

وأما أن تولد لدينا هذه الصورة شعورا بالاستعلاء على الآخرين وهو الشعور الذي يصور لنا الآخرين على أسوأ حال .

أما الصورة السلبية عن أنفسنا فقد تفسح في المجال هي أيضا لواحد من احتمالين :

أما أن نسقط ونعمم هذه الصورة عن الآخرين فنكون انطباعا سلبيا عنهم على وجه الأجمال .

وأما أن تولد لدينا هذه الصورة شعورا بالدونية تجاه الآخرين وهو الذي يصور لنا الآخرين على أفضل حال .

6- المعلومات الأولى وتأثيرها على انطباعاتنا :

تبين من جهة أخرى أن المعلومات الأولى التي نحصل عليها في بداية احتكاكنا بشخص معين تؤثر على انطباعاتنا عنه أكثر مما تؤثرالمعلومات اللاحقة , فالمعلومات الأولى تنطبع بقوة في ذاكرتنا وتسهم إسهاماً أساسياً في تكوين انطباعاتنا عن الآخرين ولذلك تتصف هذهالانطباعات بالثبات ومقاومة التغيير وذلك كائنا ما كان حظها من الصواب أو الخطأ .

وعموماً :

نلاحظ أننا لا نكون انطباعاتنا عن الآخرين عشوائيا و لاعن طريق الصدفة أنما نقوم بالربط والتأليف بين الصفات التي ندركها عن الآخرينوالمعلومات التي نجمعها أو تصلنا عنهم متأثرين في ذلك إلى حد كبير بنظرتنا الخاصة وانتماؤنا الاجتماعي وقيمنا وأحكامنا واتجاهاتناومشاعرنا مجمل ميولنا الذاتية .

لذا فمن الحكمة بوجه عام أن نتمهل في التعبير عن انطباعاتنا الأولية المتعلقة بالآخرين وأن نفسح المجال لأنفسنا لمزيد ممن الخبراتوالمعلومات قبل أن نطلق هذا الحكم أم ذلك عنهم .

من قواعد اللياقة الإنسانية العامة