°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

الأباء المؤسسون

” الأباء المؤسسون ” مُمثلون ب” الكتلة الوطنية ” استفادوا عملانياً من صراع مصالح الأمم في الحرب العالمية الثانية ، بوقوفهم جانب القوى المنتصرة فيها ، موقف مع غيره أنتج الاستقلال ، استقلال قائم على ذروة لعبة صراع المصالح تلك ، استقلال يقتضي مراعاة موقع سوريا وسط العالم القديم – الحديث … جرّاء ذلك عمد هؤلاء الأباء الى استثمار ذلك” الموقع والدور ” لمصلحة الوطن والمجتمع السوري ، بالحدود الممكنة والمتاحة ، وهو أمر أدرك أهميته وضرورته الأسد الأب في لعبة صراع المصالح تلك ،فخطف هذا الدور والموقع السياسي لمصلحة الاستئثار بالحكم وتأسيس “حكم ” العائلة الضرورة ” مؤدياً خدمات ” بالقطعة ” لمصلحة الجميع من القوى الدولية على حساب مصلحة سوريا العليا ولضمان مصلحة استمرار حكم العائلة .
أمر مهم وضروري فهم ما تقدم أنفاً من قِبل نخبة سياسية سورية ، من أجل تمكين عملية الانتقال السياسي وتسريعها ، ومن التفاصيل المهمة بهذا الصدد احترام الاتفاقية الأمنية بين النظام السياسي الحالي والولايات المتحدة الأميريكية ممثلة بوكالة المخابرات الأمريكية الجارية عقب أحداث أيلول الشهيرة ، احترام عقود السلاح واستمرارها وكذا الاتفاقات الأخرى ذات الصِّلة مع روسيا الاتحادية ، احترام اتفاقية الهدنة مع إسرائيل مع مواصلة السعي لاسترجاع الجولان وفق المواثيق الدولية ، وكذا ” التعاون ” ببعض الأمور ذات النفع المتبادل مع ايران وتركيا . ضمان عدم إشاعة تفاصيل التعاون الاستخباري بين السلطة الحالية في دمشق والولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا وروسيا وإيران والدول الغربية ودول الخليج .. الخ في مجالات شتى تم تمريرها تحت عناوين من قبيل ” الاشتراكية والمقاومة… الخ ” وغيرها من الشعارات غيرالقابلة للقياس الواقعي للبناء عليها ، وإحترام أمور أخرى ذات صلة …، وكذا من الأمور المُؤلمة التي سيتم فقدانها الكتلة النقدية الضخمة التي حصّلها الأسد الأب والابن من الثروة العامة السورية خلال نصف قرن ، في حمأة إنشغال السوريين بالشعارات الكبيرة ” الوحدة العربية ، التحويل الاشتراكي ، محاربة الرجعية العربية ، النضال ضد الأمبريالية العالمية. واسترجاع الأراضي العربية المحتلة … الخ ” كتلة نقدية يُقدر حدها الأدنى مائة وخمس وعشرين مليار دولار مُوزّعة كرصيد بنكي في الغرب أو استثمارات سلاح ونفط وسياحة في روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وشركات مالية مع رؤساء دول ..الخ
هذه التفاصيل وغيرها تحتاج إجابات واضحة وتتضمن الالتزام بإتفاق ” جنتلمان ” مع القوى ذات الصلة ، بعيدا ًعن تلمّس مراضاة ” الجماهير “.. .
من أجل وقف قتل السوريين ووقف تدمير سوريا ، والانتقال الى مرحلة إعادة بناء سوريا .

10 أيلول 2016