°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

تعقيب مني على منشور مُتعلق ب ( الدولة العلوية )

البوست الذي شاركه الصديق المحترم  سامر الموسى على صفحة حكايا التاريخ السوري :

# دولة جبل العلويين
دأبت فرنسا منذ ما عرف ب المسألة الشرقية عام 1860 إلى دراسة المنطقة الممتدة من لواء اسكندرون حتى مدينة صور وذلك عبر التجار والرحالة والمستشرقين ف تجمع لديها كم هائل من المعلومات عن التركيبة السكانية في تلك المنطقة وعندما دخلت القوات الفرنسية دمشق بعد معركة ميسلون في تموز 1920 سعت من خلال الجنرال غورو لتنفيذ سياستها القائمة على مبدأ فرق تسد وذلك عبر إبعاد العرب السنة عن الساحل الشرقي ل البحر المتوسط ف أصدر غورو عدة مراسيم في الأول والثاني من أيلول شملت احداث دولة لبنان الكبير في الأول من أيلول ودولةجبل العلويين في الثاني منه كما أصدر في الوقت ذاته مرسوم انشاء دولة دمشق ودولة حلب
اقتصر الأمر في البداية على إنشاء إقليم يتمتع ب الحكم الذاتي ثم تطور الأمر بعد ذلك إلى دولة لها حاكم فرنسي مقره في مبنى شركة الريحي الفرنسية في مدينة اللاذقية
تالفت هذه الدولة من لواء اللاذقية العثماني والذي يضم اقضية صهيون وجبلة وبانياس وقضاء حصن الاكراد وصافيتا من لواء طرابلس وطرطوس مصياف من أعمال حماه وبعد سبع سنوات باتت هذه الدولة مؤلفة من سنجقين ضم الأول صهيون وجبلة وبانياس و مصياف وضم الثاني طرطوس و صافيتا وتلكلخ
امتدت هذه الدولة من وادي النهر الكبير جنوبا إلى نهر العاصي شرقا وشمالا والبحر المتوسط غربا وهي امتدت على مساحة 7000 كم مربع وعدد سكانها 300 الف نسمة
لم تقتصر تركيبتها السكانية على العلويين فقط بل شملت سنة ومسيحيين واسماعيليين
اللافت أن لواء اسكندرون لم تشمله هذه الدولة رغم التواجد العلوي في أغلب أراضي اللواء واللافت أن هذه الدولة لم يكن لها دستور محدد
في 23 آذار 1922 أعلن قيام دولة العلويين وتم ضمها إلى الاتحاد السوري الذي كان يضم دولة حلب ودولة دمشق في حزيران 1922 وقد عين الجنرال نيجر حاكما لهذه الدولة اما الاتحاد السوري فكان ب رئاسة صبحي بركات الخالدي وكان ممثلو دولة العلويين في هذا الاتحاد كما يلي
جابر العباس علوي وكان نائبا للرئيس
إسماعيل هواش علوي
إسماعيل جنيد علوي
عبد الواحد هارون سني
اسحق نصري ارثوذكسي
كانت الدولة العلوية فقيرة اقتصاديا ولا تصلح لقيام دولة مستقلة لكن تحالف رجال الإقطاع العلويين مع سلطات الانتداب روج لفكرة انه ب الإمكان قيام دولة للعلويين فقط
في العام 1923 أصدر الجنرال نيجر حاكم دولة العلويين قرارا ب انشاء مجلس تمثيلي كان مكونا من ستة عشر عضوا :
ثمانية علويون. أربعة سنة
اثنان ارثوذكس. اسماعيلي واحد
ممتل عن الأقليات الصغرى والاغلب كان كاثوليك
ربع هذا المجلس عين من قبل الحكومة والباقي إنتخب لمدة خمس سنوات
أبرز من فاز كان جابر العباس وإبراهيم كنج ومحمد جنيد وعزيز هواش ومحمد سليمان الأحمد (بدوي الجبل )من العلويين
من السنة سعد الدين أزهري
من الأرثوذكس اسحق نصري ونقولا بشور
الكاثوليك صديق الياس
حسين الحاج ابراهيم اسماعيلي
في شباط 1925 حلت سلطات الانتداب المجلس الاتحادي وأعلنوا قيام دولة العلويين المستقلة ب طوابع بريدية وعلم وطني هو عبارة عن شمس ساطعة ب خلفية بيضاء
جذبت دولة الانتداب إلى جانبها عدد كبير من زعماء العشائر العلوية كان منهم اثنان إبراهيم الكنج الذي عينته رئيسا ل المجلس التمثيلي كما برز منهم جابر العباس الذي عينه الفرنسيين رئيسا ل مجلس اللاذقية
في العام 1930 تم تغيير اسم الدولة إلى حكومة اللاذقية المستقلة
في العام 1936 أعاد الفرنسيون سيادة الدولة السورية على حكومة اللاذقية وفي العاشر من كانون الثاني وصل إلى المدينة الحاكم الجديد أو المحافظ ممثلا ل الدولة السورية وليبدا عهد جديد من العلاقة بين أبناء الدولة السورية الجديدة وفصل جديد من الصراع السياسي بين مكوناتها المتعددة
صورة ل علم دولة العلويين حيث يرمز الأبيض إلى الأفق الواسع بينما الشمس الساطعة إلى اثني عشر إماماً

 

تعقيبي على  المنشور :

خطورة هذه الطريقة بالعرض( رغم أنها بكل تأكيد أكثر موضوعية من كثير مما قيل بهذا الشأن ) هي انطلاقها من تأطير مُفترض الصحة …
هذه البلاد الحالية : سوريا ، لم تكن دولة ومن ثم قام أحد بتمزيق لها ، بل كانت حينها جزء من الدولة العلية العثمانية وكان لمناطقها توجهات مختلفة في كيفية رؤية مستقبل مناطقهم ، تباينت حسب رؤية كل منهم ( أقصد النخب الفاعلة التي صنعت الحدث بمعزل عن التقييم التفاضلي ) وما جرى لاحقاً من توحيد لتصبح كان بسبب جهود نخبها ، متاقطعاً ذلك مع ظرف دولي .
تسمية الدولة ، تمت بسبب أسم المنطقة والجبال ، كما سُمّي لبنان، نسبة لجبل لبنان وكما سُمّي الأردن نسبة لنهر الأردن وكما سُمّيت دولة دمشق نسبة لمدينة دمشق وكذا حلب وجبل الدروز ..
والدولة العلوية المزعومة للطائفة، لم تكن كذلك، ويمكن التأكد من طبيعة قوام تلك الدولة وممثليها وكوادرها لتأكيد الفكرة …
بل كان أشد المطالبين بها سنة ، وهم أشخاص معروفين ، وقوام الدولة كان متلائم مع عدد كل مكون من السكان بالنسبة لمجمل السكان داخل الدولة، وكان السنة أبرزهم ، وبالتالي يجب أن نبتعد عن التأطير المسبق ، حتى نفهم تداعيات السياق التاريخي ، وكذلك فهم طبيعة المكان وتنوعه ، فهل مثلاً : كانت دولة دمشق أو حلب أو جبل الدروز ، دول طائفية وفق ذلك التصنيف ..!
أم أن هذا التصنيف خاص بالعلويين..! وأنهم مشكوك بأمرهم..! حتى لو بلعوا المصحف..! بل أن علي أصبح موضع تهمة ..!
وأن هناك تصنيفات ومعايير خاصة بالعلويين تلاحقهم ، على خلفية الموقف الحالي المناهض للنظام الحالي ..!
الذي يعتبره البعض علوي تبعاً لعلوية شخص رئيسه ، و الذي أعتبره أنا نظام إسلامي سني بما فيها شخص الرئيس وطقوسه وثقافته وزواجه ..|
وكذلك الإصرار على كون التقسيم إرادة علوية ولم تنجح ، والوحدة السورية تمت غصباً و إبرادة فرنسية ، وليس بإرادة أو رغبة علوية للوحدة السورية ..!
معتبرين عدم أهليه المنطقة للاستقلال ..!
متجاهلين أن الأردن التي استقلت لم يكن لديها أي كوادر لقيام دولة!
وجبال العلويين إن لم تكن أفضل حال من جبل لبنان من الناحية الثقافية حينها ،فهي بالتأكيد لا تقل عنه …
هناك إصرار لدى بَعضُنَا بالشيطنة الكاملة ووضع دان الجرّة حيث يريد وبما يلائم جرٌته المتخيلة … لا فهم الحدث التاريخي والقوى المؤثرة …
ومستنده في كل ذلك الحكايا والكراهية المؤسسة لتلك الحكايا ، دون بذل جهد للإحتكام لمعايير موضوعية وتحكيمها على الجميع ، بدلاً من اللعب بالألفاظ والتثاقف الحديث، عبر النسخ واللصق من أجواء غوغل بمن هب ودب ورمى ببئره دون علم ،وتلقفه أخر دون تدبر عقل ، أقول ذلك من وحي المنشور في أغلبه، وليس تعقيب عليه .