أزعم : ” بيت القصيد ” يجب أن يكون غير مُجتزأ في أي موقف مما يجري في سوريا ، ويجب أن يكون مُحدد وواضح دون ” لكن ” نافيه لإقرار ، أو ” لكن الذريعة ” لتبرئة طرف دون طرف – متى كان ذلك واضحاً بذهن صاحب الموقف – . وهنا تكمن خطورة الثقافة والخبرة السياسية إذا لم تكن قائمة على الشفافية وإنسجام الوجدان ، لأن أصحابها قادرون على تضليل العامة وخداعهم بذريعة ” الموضوعية ” و ” التعقّل” فيدعمون إجرام ويدينون إجرام أخر، ويهربون من موقف واضح تجاه قضايا راهنة مُستحضرين قضايا تاريخية لا يمكن التأكد من كيفية وقوعها أو وقوعها أصلاً ..
الوضع السوري يحتاج مواقف واضحة محددة راهنة مباشرة مما يجري ، لا تسجيل مواقف للتاريخ ، فراهنية المواقف هي التي تُشكِّل تاريخيتها .
الموقف تجاه الجرائم المُرتكبة بذريعة الدين أو المرتكبة بذريعة الوطن ! كيفية إدارة المجتمع عبر الديموقراطية ! إحترام حقوق الإنسان ! الديموقراطية هل هي سُلّمْ لنا للوصول للسطح ومن ثم سحبه حتى لا يصعد أخر ! أم هي سُلّمْ لنا وللأخر نستخدمه سوية ومراراً وبتكافؤ فرص لنصل السطح وبنفس المقدار للأخر ، شأنها شأن كل القيم العامة السياسية !
النظر لاحترام المقدسات هل يشمل مقدسات الأخر أم هو خاص بمقدساتنا بما فيها مقدساتنا الشخصية !
هل الحق بالتعبير هو وسيلة لدحض الأخر ! أم للتعبير عن الرأي المُختلف ! هل هذا الحق باتجاهين من وإلى ! أم بإتجاه واحد من فقط !
هل نعتبر أمور مخالفة لطبيعة الحياة وصيانتها من ضمن مقدساتنا ! أم أن مقدساتنا تخضع للحياة وتأخذ شرعيتها وقداستها من كونها ترتقي بالحياة !
وما هي ضوابط ذلك الموضوعية ! لا معايير مقدساتنا !
كيف نطلب من الأخر إحترام مقدساتنا ونحن لا نحترم مقدساته !
كيف نعيب على الأخر طريقة دينه ونحن الناظرون لطقوسه من خارج التفهم ، ولا نقبل منه النظرة عينها تجاه مقدساتنا !
هل الاتفاق حول المفاهيم العامة كالخير والشر والاشتراكية والمقاومة و الصحة والإصلاح والتحديث والتطوير … الخ هو إتفاق أم هو تضليل فئوي ومن ثم فردي ، نستخدمه لنمتطيه وحيث كل منا عند الاتفاق يحمل عند إقراره بذاك الاتفاق معنىً فئوياً لما أقر به !
هل فعلاً الشيطان يكمن بالتفاصيل !
أم المسؤولية تكمن في التفاصيل !
ليس المطلوب- وفق زعمي بما تقدّم من أفكار- ، وليس من الممكن ، واقعياً الانتصار بكل ما تقدم من مفاهيم وطريقة فهم ، بل المطلوب البدء من هذه النقطة في إدراك ووعي الوجود الإنساني السوري والمصلحة المشتركة ، من أجل البدء بتحقيق نسب إنجاز حقيقية تحقق مصلحة وجودية لنا ، وهي بكل تأكيد نسب صغيرة ، ولكنها مُهمة ويمكن البناء عليها على درب طويل طويل من التمدن .
18 كانون الثاني 2017