منطقياً ” أصحاب الثورة “يجب أن يهتموا بمناطق الثورة ” المحررة ” واستخدامها للانتصار وصناعة نموذج يُحتذى ، يمكن الوثوق به من السوريين والسوريات ومن ثم دول العالم !
من المُفارقات المُؤلمة والمُحزنة أن مناطق ” النظام ” المجرم والفاسد و المافياوي الديكتاتوري الذي يجب أن يُحاكم على جرائم ، حتى الآن تُحافظ على تنوع اثني وطائفي، في عناصر الإدارة والبشر القاطنين فيها ….
وكذلك مناطق مسد ، التي تُدير المنطقة بعقلية فئوية ، ما زالت لها نفس المواصفات …
في حين المناطق ” المحررة ” ليس فيها أي تنوع ولا يستخدمها ” الثائرون ” مقراً لأعمالهم ! ولا يحضر إليها ممثلوهم الرسميون أو الجهات الحزبية الدينية أو الاعلامية التي تُشجّع على هذا النمط من ” التحرير ” !
بل كثير منهم يعتبر ” الإبعاد ” إليها هو بمنزلة ” خطر ” على حياته .!
هل يعتبر ” ممثلو قوى الثورة والتغيير ” من ائتلاف وهيئة تفاوض ولجنة دستورية وحكومة مؤقتة والأحزاب الدينية ….الخ
أنها : “مناطق ” محررة ” !؟
وطالما هم لا ينتقلون الى مكان مُحايد في جنيف بكامل طاقمهم ومُصرّون على مرجعية تركيا أردوغان ( وليس تركيا الدولة الجارة المتنوعة دينياً وقومياً ومناطقياً وسياسياً ذات النظام العلماني الذي لا يحدد دين لرئيس الدولة ولا يحدد هوية دينية للدولة ، والدولة التي خطت خطوات مُهمّة في التنمية …الخ )
طالما لا ينتقلون لمكان مُحايد في جنيف أو النمسا و مصرّون على تمثيلنا نحن السوريين والسوريات المتنوعين اثنياً ودينياً والمتفقين على دولة مواطنة ….الخ
ويعتبرونها : ” مناطق محررة ”
لماذا لا ينقلون مقر نشاطهم وعملهم وتبشيرهم الى تلك ” المناطق المحررة ” ويبدؤون بتطبيق عملهم لتلافي كل ملاحظاتهم على عمل “النظام ” وعمل ” مسد ” !
ابتداء من التغيير الديموغرافي هناك الى تغيير العملة الى التطهير الديني الى التطرف الى حماية الموارد المحلية ومنع سرقة المياه وكروم الزيتون واقتطاع أراضي وسرقة أثار …الخ
لتطبيق نموذج ادارة رشيد وحكيم يكون نموذج للسوريين والسوريات ،والقيام بتحصيل موارد مالية للصرف على تحركاتهم بدل من أخذ ” مصروفهم ” من دول !
مُقترحاً على الائتلاف ووفد التفاوض واللجنة الدستورية والاخوان المسلمين …الخ اتخاذ قرية ” الزنبقي ” مقر لعملهم ، بعد طرد ارهابيي الايغور منها ، الارهابيين الذي حضروا من الصين هرباً من ” الاضطهاد ” و ل ” نصرة إخوانهم المسلمين ” فقاموا بتفكيك سكك الحديد والمحطة الحرارية وغيرها من منشآت اقتصادية حكومية وأهلية هي بالمحصلة من ملكية ” إخوانهم المسلمين ” السوريين والمقدرة قيمته بعشرات مليارات اليوروهات ، وبيعها بالكيلو في تركيا – أردوغان ” الدامعة عينه من قراءة القرآن ، صاحب مقولة أنتم المهاجرون ونحن الأنصار ”
هؤلاء الارهابيون الذين قتلوا أو طردوا سكان القرية العلويين ” النصيريين الكفار ” !
نطلب من هذه التمثيلات السياسية الانتقال الى هناك بضمانة من صديقتهم تركيا وصديقتهم روسيا الاتحادية ، التي ضمنت إعطاء معبر باب الهوا وعائداته لحكومة الانقاذ التابعة للارهابي الجولاني ” الذي ترك بلده في الجولان محتلة ويريد تحرير ادلب ” !
هذا الإرهابي الذي ،لم ولا ، تقصفه لا القوات الروسية ولا التركية ولا الايرانية ولا قوات ” النظام ” !؟
بل البارحة في ادلب إجتمع هذا الارهابي مع حكومة الانقاذ وفعاليات دينية من مجلس شورى وغيرهم ، بعدد يفوق المائة وبشكل معلن ، وعلى مرأى وسائل إعلام وجميع تلك القوى المُدّعية :
” الدفاع عن سوريا والسيادة السورية وضد الارهاب و حماية الأقليات والعلمانية ” !
نطلب من هذه التمثيلات أن تطلب تلك الحماية من تلك القوى صديقتها ، بالتواجد لممارسة عمل سياسي هناك ، على الأقل أسوة بتنظيم الجولاني الارهابي وفق التصنيف الدولي !؟
بدلاً من تحوُّل هذه التمثيلات لذراع سياسي ، يُمثّل قوى تطرف وإرهاب و قوى إقليمية و دولية ، تهدر وقت وحياة السوريين والسوريات ، لمصلحة طرفي الخراب والموت في سوريا :
الارهاب و الديكتاتورية .
خاصة وأن المشهد يذهب باتجاه تشكيل ” حكومة وحدة وطنية ” من طرفي الخراب ، الذين كانوا أمراء حرب فقتلوا أهلنا من الجانبين ، والآن يُصدّرون أنفسهم كأمراء سلام لحكم من تبقى منا ومن ثرواتنا وبلادنا التي نهبوها أو خرّبوها !