°
, March 19, 2024 in
آخر الأخبار
عيـســـى ابــراهـيـم

عابرو العهود والعصور ..

الأفراد الذين يمارسون صلاحيات دستورية في سوريا ، يتحملون مسؤولية واضحة بمقدار تمتعهم بالصلاحية الدستورية تلك ، بيد أن هؤلاء ليسوا كُلِّيّ القدرة ، بما فيهم رئيس الجمهورية الحالي الأسد الابن ، بل هناك نمط ثقافي سوري ومشرقي أيضاً ، في الأغلب الأعم ، له تجسيد سياسي ثقافي حي لدى السوريين في تاريخهم ، خاصة الحديث والمعاصر والراهن ، هو طبقة من المفكرين والسياسيين والاقتصاديين …الخ من عابري العصور وعابري المواقع ، من كل المستويات ، في الثورة والدولة والنظام السياسي، والتحويل الاشتراكي والبورجوازية  والتقدمية والرجعية والممانعة والواقعية السياسية وحقوق المرأة والأقليات و النظام الشمولي والحر والتأميم والإصلاح الزراعي والإقطاع  ومع الدين وضد الدين ….الخ  عابرون للعهود  والعصور منذ الاحتلال العثماني الى الفرنسي الى العهد الحديث بما فيه الحالي ، شخصيات عابرة تحمل خطاب مزدوج الفهم والاستخدام ، حيث ” الكياسة ” السورية تتكفل بإخراجهم المخرج الحسن، كما إخراج خطابها حمّال الأوجه المخرج الحسن عينه ، شخصيات لا تخسر أبداً وتربح دائماً، وتعبر بمقدار هائل من السلاسة ودون ضجة ، هؤلاء الناجحون على المستوى الفردي والعائلي لا يمكنهم بناء الوطن ” المعنى الاصطلاحي القانوني للمفردة ” كمشترك انساني ، لأنه مساحة مشتركة  تستدعي مستوى مقبول من الشفافية والوضوح .

يساعد هؤلاء ثقافة سورية مشرقية ، تستمريء هذا النوع من العبور ، وإن بدت ضده .

 إنهم الحلم السوري المشرقي المُجسّد ، حيث  البيئة المُفتقِدة للحرية بمعناها العميق والشامل والمسؤول ، مناخ مستمر منذ قرون في هذه المنطقة ، يَجعل هذا التصرف العابر وهذا الشخص العابر ، حلم جمعي سوري مشرقي ..

إننا – في الأغلب الأعم – عشبة هشّة ، تنمو تحت صخرة ضخمة نُزيد ثقلها مع الوقت علينا ، بسبب تهربنا من مصارحة تاريخية حاسمة تؤسس لمستقبل مُخْتَلِف .